موسوعة اللغة العربية

المطلَبُ الثَّاني: الغَزَلُ العفيفُ


مال كثيرٌ من الشُّعَراءِ إلى الغَزَلِ العُذْريِّ، الذي لا يُفضي إلى وَصفِ محاسِنِ امرأةٍ ومفاتِنِها، بل يُعَبِّرُ عن شَوقِه وحبِّه، مع التَّعفُّفِ والتَّرَفُّعِ عن منزلةِ أصحابِ الغَزَلِ الفاحِشِ الذي يُهَيِّجُ الشَّهَواتِ ويَطعَنُ في الأعراضِ.
فمن ذلك قَولُ ابنِ النَّحَّاسِ الحَلَبيِّ : الطويل
ألذُّ الهوى ما طال فيه التَّجنُّبُ
وأحلاه ما فيه الأحبَّةُ تَعتِبُ
وما بُعدُ دارٍ من حبيبٍ مُذَمَّمًا
إذا لم يجِدْ فيه مُناهُ المؤَنَّبُ
قضى الحظُّ إلَّا أن أكون مُبَعَّدًا
وألقى الذي لاقى المحبَّ المعَذَّبُ
وقولُ الأميرِ مَنْجَك : الكامل
قَمَرٌ إذا فكَّرتُ فيه تعتَّبا
وإذا رآني في المنامِ تحَجَّبَا
صادفتُه فتناولَتْ لحظاتُهُ
عقلي وأعرَضَ نافِرًا مُتجنِّبَا
مُتورِّدُ الوَجَناتِ خَشيةَ ناظرٍ
أضحى برَيحانِ العِذَارِ مُنَقَّبَا
ساومتُه وَصلًا فأعجَمَ لفظُهُ
وأظنُّه عن ضدِّ ذلك أعربَا
أنا منه راضٍ بالصُّدودِ لأنَّني
أجِدُ الهوانَ لدى الهوى مُسْتَعْذَبَا

انظر أيضا:

  1. (1) يُنظَر: ((تاريخ الأدب العربي في العصر العثماني)) لعمر باشا موسى (ص: 122).
  2. (2) يُنظَر: ((ديوان منجك باشا)) (ص: 101).
  3. (3) العِذارُ: جانبا اللَّحْيةِ. يُنظَر: ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (2/73).