موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّالِثُ: العَصَبيَّةُ القَبَليَّةُ


أثارَ الأمَويُّونَ نارَ العَصَبيَّةِ القَبَليَّةِ الَّتي أطْفَأ الإسْلامُ حَرَّها، وبَرَّدَ رَمادَها؛ ليَشْغَلوا النَّاسَ عن أمورِ المُلْكِ والخِلافةِ، ويَغُضُّوا الطَّرْفَ عن مَساوِئِ الحُكَّامِ.
اسْتَعَرَتْ تلك العَصَبيَّةُ القَبَليَّةُ كما كانَتْ عليه قبْلَ الإسْلامِ، فحَرَصَت كلُّ قَبيلةٍ أن تَنْتصِرَ على سائِرِ القَبائِلِ، فأحْيَوا ما كانَ أماتَه الإسْلامُ مِن الفَخْرِ الشَّخْصيِّ والقَبَليِّ، والهِجاءِ بأشْكالِه وصُوَرِه، وبغَضَّ النَّظَرِ عن تلك الجَريمةِ أخْلاقيًّا واجْتِماعيًّا إلَّا أنَّها أثْرَتِ الأدَبَ العَربيَّ إثْراءً كَبيرًا؛ حيثُ أجَّجَتِ المَوْهِبةَ الشِّعْريةَ لدى الشُّعَراءِ، وخلَّفَتْ ثَرْوةً هائِلةً مِن القَصائِدِ الشِّعْريَّةِ في مُخْتلِفِ الأغْراضِ، فَضْلًا عن ابْتِكارِ فَنِّ النَّقائِضِ، فكَثُرَتِ المُفاخَراتُ والمُنافَراتُ، كما سَيَرِدُ الحَديثُ عنه [421] ينظر: ((التطور والتجديد في الشعر الأموي)) لشوقي ضيف (ص:110). .

انظر أيضا: