موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّاني: مِن حيثُ المَعاني والأفْكارُ


كانَتْ مَعاني الشُّعَراءِ في هذا الوَقْتِ مَزيجًا بيْنَ المَعاني الجاهِليَّةِ الَّتي وَرِثوها عن العَصْرِ السَّالِفِ والمَعاني الإسْلاميَّةِ الَّتي اكْتَسَبوها مِن النُّصوصِ الدِّينيَّةِ، فهذَّبَ القُرآنُ والسُّنَّةُ بعضَ تلك المَعاني والأفْكارِ، فرخَّصَ في المَدْحِ إذا كانَ صادِقًا، ونَزَعَ مِن الرِّثاءِ التَّشاؤُمَ والتَّسَخُّطَ على قَدَرِ اللهِ، وجَعَلَ الفَخْرَ فَخْرًا بالإسْلامِ والمُسْلِمينَ، لا الفَخْرَ الشَّخْصيَّ ولا القَبَليَّ. كما أنَّه جاءَ بمَعانٍ جَديدةٍ تَتَمثَّلُ في الدَّعْوةِ إلى اللهِ وبَيانِ عاقِبةِ المُؤْمِنينَ والكافِرينَ في الآخِرةِ، وأحْيا المَعانيَ الَّتي تَتَضمَّنُ الحِكْمةَ وغيْرَها، فجاءَتِ المَعاني مُشرَبةً برُوحِ الإسْلامِ مُكتَسِبةً مِن تَعاليمِه وأفْكارِه ودَعوتِه.
وقد تَميَّزَتْ أفْكارُهم بالدِّقَّةِ في التَّرْتيبِ، على نَحْوٍ قَرَّبَ المَعانيَ الَّتي طَرَقوها إلى الأذْهانِ، وجَعَلَها تَتَمكَّنُ مِن النُّفوسِ والوِجْدانِ، وبما أفادوه مِن مُدارَسةِ كِتابِ اللهِ ومُصاحَبتِهم للرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ [381] ينظر: ((الأدب السلامي والأموي تاريخ وقضايا)) لحسن الشرقاوي وزكريا النوتي (ص:82). .

انظر أيضا: