موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: مَصادِرُ الأدَبِ الجاهِليِّ


لمَّا دخَلَ التَّدْوينُ على الشِّعْرِ الجاهِليِّ، اخْتَلفَتْ هِمَمُ المُصنِّفينَ وأغْراضُهم؛ فمِنهم مَن كان يَنْتقي بعضَ الأشْعارِ ويَنْتخِبُها انْتِخابًا، فلا يُدَوِّنُ غيْرَها وإن عرَضَتْ له آلافُ القَصائِدِ، وإن كانَ راوِيةً لكَثيرٍ مِن الشُّعَراءِ، ومِنهم مَن عكَفَ على شِعْرِ شاعِرٍ واحِدٍ يَجمَعُه في ديوانٍ، أو حرَصَ على إحْياءِ شِعْرِ قَبيلتِه، فجَمَعَها فيما يُسمَّى ديوانَ القَبيلةِ. وباجْتِماعِ الفِئَتَينِ معًا حافَظَ العُلَماءُ على أَكْثَرِ الشِّعْرِ الجاهِليِّ مِن الضَّياعِ والنِّسْيانِ؛ لأنَّه تُراثُ العَربيَّةِ الأكْبَرُ ومَنبَعُ العُروبةِ الأنْقَى، فأخَذوا يَرْوونَه ويَتَناقلونَه جيلًا بعْدَ جيلٍ، فجَمَعوا ما تَفرَّقَ مِن الشِّعْرِ، ولم يَألوا جُهدًا في التَّثبُّتِ والتَّمْحيصِ، حتَّى جُمِعَ عَدَدٌ مِن الشِّعْرِ المُتفرِّقِ في دَواوينَ مَنْسوبةٍ إلى أصْحابِها، يُرفَعُ إسْنادُها إلى الطَّبَقةِ الأُولى أو إلى تَلاميذِهم مِن عُلَماءِ الطَّبَقةِ الثَّانيةِ، تَحْوي بيْنَ دَفَّتَيها شِعْرَ العَصْرِ الجاهِليِّ [106] يُنظر: ((مصادر الشعر الجاهلي)) لناصر الدين الأسد (ص:477). .
وهذا تَعْريفٌ مُوجَزٌ بأبْرَزِ مَصادِرِ الشِّعْرِ الجاهِليِّ:

انظر أيضا: