موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّاني: الصَّبَّانُ (ت: 1206هـ)


أبو العِرفانِ، مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الصَّبَّانُ، المِصْريُّ، القاهِريُّ، الشَّافِعيُّ، اللُّغَويُّ، النَّحْويُّ.
مِن مَشَايِخِه:
خليلُ بنُ مُحَمَّدٍ المَغربيُّ، ومُحَمَّد العَشماويُّ، وعبدُ السَّلامِ علي جوهرة، والسَّيِّد البليديُّ، وعَبدُ الوَهَّابِ العَفيفيُّ المرزوقيُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان عالِمًا أديبًا، مُشارِكًا في اللُّغة والنَّحوِ والبَلاغةِ والعَرُوضِ والمَنطِقِ والسِّيرة والحَديثِ ومُصطَلَحِه والهَيئةِ، واشتَهرَ بالتَّحقيقِ والتَّدقيقِ والمُناظَرةِ والجَدَلِ، وشاعِ ذِكرُه وفضلُه بَينَ العُلماءِ بمِصرَ والشَّامِ، وأقبَلَتُ عليه الدُّنيا، وازدادَ وَجاهةً وشُهرةً.
ومِن شِعْرِه:
عُبَيدٌ جنى ذنبًا ورحب الحِمَى حَلَّا
فهل من رِضًا عنه تجودُ به فَضْلَا
إليك أبا الأنوارِ قد أُبْتُ مُخلِصًا
ومن ذا الذي يا سَيِّدي قَطُّ ما زَلَّا
عَقيدتُه:
ظهر مِن كُتُبِ التَّراجِمِ أنَّ الصَّبَّانَ كان صُوفيًّا، يأخُذُ الذِّكرَ عن الطُّرُقِ، كما قال عن نَفْسِه، فيما نقَلَه الجَبَرتي عنه، قال: ((قال: وتلقَّيتُ طريقَ القَومِ وتلقينَ الذِّكرِ على مَنهَجِ السَّادةِ الشَّاذليَّةِ على الأستاذِ عَبدِ الوهَّابِ العفيفي المَرْزوقي، وقد لازَمْتُه المدَّةَ الطَّويلةَ، وانتفَعْتُ بمَدَدِه ظاهرًا وباطنًا. قال: وتلقَّيتُ طَريقَ ساداتِنا آلِ وَفا سقانا اللهُ مِن رَحيقِ شَرابِهم كُؤوسَ الصَّفا عن ثَمَرةِ رِياضِ خَلَفِهم، ونتيجةِ أنوارِ شَرَفِهم، على الأكابِرِ والأصاغِرِ)) [743] ينظر: ((تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار )) للجبرتي (2/ 138). .
وقد بدا في مُؤَلَّفاتِه أنَّه كان أشعريَّ العقيدةِ؛ فمن ذلك قَولُه: ((فإنَّه يرادُ بالرَّحمةِ غايتُها التي هي الإحسانُ، فتكونُ صِفةَ فِعلٍ، أو إرادةُ الإحسانِ، فتكونُ صِفةَ ذاتٍ، والأوَّلُ مختارُ القاضي أبي بكرِ ابنِ الطَّيِّبِ الباقِلَّانِّي، والثَّاني: مختارُ أبي الحَسَنِ الأشعَريِّ. قال القَرافي: وهو الأقرَبُ ... وذهَبَ الفَخْرُ الرَّازي إلى ثالثٍ، وهو أنَّ الرَّحمةَ ليست إرادةَ الإنعامِ كما يقولُ الأشعَريُّ، ولا الإنعامَ كما يقولُ القاضي، بل الرَّحمةُ مخصوصةٌ بدَفْعِ البلاءِ؛ فإذا أنعَمَ اللهُ عليه نعمةً أوجَبَت تلك النِّعْمةُ دَفْعَ بلاءٍ عنه، سُمِّيت تلك النِّعمةُ رَحمةً)) [744] ينظر: ((الرسالة الكبرى في البسملة)) للصبان (ص: 27). .
مُصَنَّفَاتُه:
 مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((حاشية الصَّبَّان على شرحِ الأشموني لألفيَّة ابن مالك))، وكتاب: ((الكافية الشَّافية في عِلْمَي العَرُوضِ والقافية))، وكتاب: ((إتحاف أهل الإسلام بما يتعلَّق بالمصطفى وأهل بيته الكِرام)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ سِتٍّ ومائَتَينِ وألف [745] يُنظَر: ((حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر)) لعبد الرزاق البيطار (ص: 1384)، ((الأعلام)) للزركلي (6/ 297)، ((معجم المؤلفين)) لعمر كحالة (11/17). .

انظر أيضا: