موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثاني: أحوالُ المَفعولِ لأجْلِه


المَفعولُ لأجْلِه المستَكمِلُ للشُّروطِ السَّابقة له ثلاثُ صُوَرٍ؛ حيث يأتي:
1- مجرَّدًا من (أل) والإضافة، والأكثَرُ نَصبُه، مِثلُ: زُيِّنَتِ المدينةُ إكرامًا للقادِمِ، ويجوزُ على قلةٍ: لإكرامِ القادِمِ.
(زُيِّنَت) فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ مبني للمَجهولِ مبنيٌّ على الفَتحِ.
(المدينةُ) نائِبُ فاعلٍ مرفوعٌ، وعلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
(إكرامًا) مَفعولٌ لأجْلِه منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
(للقادم) اللام: حَرفُ جَرٍّ مَبْنيٌّ على الكسرِ لا مَحَلَّ له مِنَ الإعرابِ. والقادم: اسمٌ مَجرورٌ، وعَلامةُ الجرِّ الكَسْرةُ الظَّاهِرةُ.
2- مقترنًا بـ(أل)، فالأكثر جرُّه، مِثلُ: اصفَحْ عنه للشَّفَقةِ به، ويصِحُّ النَّصبُ على قِلَّةٍ، فيقال: اصفَحْ عنه الشَّفَقةَ به، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
لَا أَقْعُدُ الجُبْنَ عَنِ الهَيْجَاءِ
وَلَوْ تَوَالَتْ زُمَرُ الأَعْدَاءِ
أي: لا أقعدُ لأجْلِ الجُبنِ، فالجُبن: مَفعولٌ لأجْلِه منصوبٌ.
3- مضافًا، يستوي فيه الأمرانِ: النَّصبُ والجَرُّ، نَحوُ: تصدَّقتُ ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ، أو لابتغاءِ مرضاتِه.
وممَّا جاء منه منصوبًا قَولُه تعالى: يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ [البقرة: 19] ؛ فكَلِمةُ (حَذَرَ) مَفعولٌ لأجْلِه منصوبٌ، وهو مضافٌ يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (2/ 198)، ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (2/ 201). .
فوائِدُ:
1- يجوزُ تقديم المَفعولِ لأجْلِه على الفِعْل، مِثلُ: حبًّا في العِلمِ دخَلْتُ المدرسةَ، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
فما جَزَعًا -وربِّ الناسِ- أبكي
ولا حِرصًا على الدُّنيا اعتراني
2- يجوزُ حذف المَفعولِ لأجْلِه لوجود دليل عليه، فتَقولُ: إنَّ اللهَ أهلٌ للشُّكرِ على الدَّوامِ، فاعبدوه شُكرًا وأطيعوه، والتقديرُ: وأطيعوه شُكرًا؛ لدلالةِ ما قَبْلَهُ عليه.
3- يُستدَلُّ على المَفعولِ لأجْلِه بوقوعِه في جواب (لِمَ) و(لماذا)، فتَقولُ: لِمَ تتعطَّلُ المدارسُ في الصَّيفِ؟ والجوابُ: طلبًا للرَّاحةِ.
4- قد يُحذَفُ عامِلُ المَفعولِ لأجْلِه إذا دلَّ عليه الدَّليلُ، كالمثال السَّابقِ؛ حيث حُذف في الجوابِ العامِلُ، وهو الفِعْلُ (تتعطَّلُ)؛ لمعرفتِه والتصريحِ به في السُّؤالِ يُنظَر: ((النحو الوافي)) لعباس حسن (2/ 240). .

انظر أيضا: