موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ العِشرونَ: ابنُ مالكٍ (ت: 672هـ)


أبو عَبدِ اللهِ، جَمالُ الدِّينِ، مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ، الطَّائيُّ، الجيانيُّ، الأندَلُسِيُّ، الشَّافِعيُّ، شَيخُ النُّحاةِ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ سِتِّ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
ثابتُ بنُ حَيَّانَ، وأبو صادِقٍ الحَسَنُ بنُ الصباحِ، وأبو الحَسَنِ السَّخاوي، وابنُ عمرون.
ومِن تَلَامِذَتِه:
ولده بَدْرُ الدِّينِ مُحَمَّدٌ، والنُّعمانُ بنُ جعرانَ، وابنُ أبي الفَتحِ، وعلاءُ الدِّينِ بنُ العَطَّارِ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
أعظَمُ نُحاةِ القَرنِ السَّابِعِ الهِجْريِّ، كان في النَّحوِ والتَّصريفِ بَحرًا لا يُجارَى، وحَبرًا لا يُبارَى، وكان يَستَشهِدُ بأشعارِ العَربِ على اللُّغة والنَّحوِ، فكانتِ الأئِمَّةُ الأعلامُ يَتَحَيَّرونَ فيه ويَتَعَجَّبونَ مِن أينَ يَأتي بها، وصَرفَ هِمَّتَه إلَى إتقانِ لِسانِ العَرَبِ حَتَّى بَلَغَ فيه الغايةَ وأربَى على المُتَقَدِّمينَ، وكان إمامًا في القِراءاتِ وعِلَلِها، وكان أكثَرَ ما يَستَشهِدُ بالقُرآنِ، فإن لم يَكُنْ فيه شاهِدٌ عَدَلَ إلَى الحَديثِ، وإن لم يَكُن فيه شَيءٌ عَدَلَ إلَى أشعارِ العَربِ.
عَقيدتُه:
قال الذَّهبيُّ: ((هذا مع ما هو عليه من الدِّينِ المَتينِ، وصِدقِ اللَّهْجةِ، وكَثرةِ النَّوافِلِ، وحُسْنِ السَّمْتِ، ورِقَّةِ القَلْبِ، وكَمالِ العَقْلِ، والوَقارِ والتُّؤَدةِ)) [578] ينظر: ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (15/ 250) . وقال عبدُ الوهَّابِ السُّبكيُّ: ((له الدِّينُ المَتينُ، والتَّقوى الرَّاسِخةُ)) [579] ينظر: ((طبقات الشافعية الكبرى)) للسبكي (8/ 67). .
وقد ظَهَر في كُتُبِه ما يدُلُّ على حُسنِ اعتِقادِه؛ فمن ذلك قَولُه: ((ثمَّ أشَرْتُ إلى ضَعفِ قَولِ مَن رأى تأبيدَ النَّفْيِ بـ "لن"، وهو الزَّمخشريُّ في أنموذَجِه، وحامِلُه على ذلك اعتِقادُه أنَّ اللهَ تعالى لا يُرَى، وهو اعتِقادٌ باطِلٌ بصِحَّةِ ذلك عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ أعني ثبوتَ الرُّؤيةِ، جعَلَنا اللهُ مِن أهلِها، وأعاذَنا مِن عَدَمِ الإيمانِ بها)) [580] ينظر: ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (3/1531). .
مُصَنَّفَاتُه:
مُصَنَّفَاته كثيرة؛ من أشهَرِها: كتاب: ((الألفيَّة))، وكتاب: ((الكافية الشَّافية)) وشرحه، وكتاب: ((تسهيل الفوائِد وتَكميل المقاصِد))، و((شَرْح التَّسهيل))، وكتاب: ((لاميَّة الأفعال))، وكتاب: ((شواهِد التوضيح والتصحيح لمُشكِلات الجامع الصَّحيح)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ اثنتينِ وسبعين وسِتِّ مِائةٍ [581] يُنظَر: ((فوات الوفيات)) للكتبي (3/ 407)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (15/ 250)، ((طبقات الشافعيين)) لابن كثير (ص: 908)، ((بغية الوعاة)) للسيوطي (1/ 130). .

انظر أيضا: