موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الخامِسُ: المُطَّرِّزيُّ (ت: 610هـ)


أبو الفَتحِ بُرهانُ الدِّينِ ناصِرُ بنُ أبي المَكارِمِ عَبد السَّيِّدِ بنِ عَلِيٍّ المُطَّرِّزيُّ – نِسبةً إلَى مَن يُطَرِّزُ الثِّيابَ ويَرْقُمُها- الخَوارِزميُّ، الفَقيهُ الحَنفيُّ، النَّحْويُّ، الأديبُ، اللُّغَويُّ، الشَّاعِرُ، رَأسُ المُعتَزِلةِ وشَيخُهم، مِن أعيانِ مَشايِخِ خَوارِزمَ.
مَوْلِدُه:
وُلد بجُرجانيَّةِ خَوارِزمَ سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخَمسِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
أبوه، والموفَّقُ بنُ أحمَدَ، ومُحَمَّدُ بنُ أبي سَعدٍ التَّاجِرُ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ السَّتَّارِ العِماديُّ، وأبو الوَحدةِ البَراتقيني.
عَقيدَتُه:
قال ياقوتٌ الحَمَويُّ: ((كان على طريقَتِه رأسًا في الاعتِزالِ، داعيًا إليهـ)) . وقال القِفْطي: ((كان حَنَفيَّ المذهَبِ، داعيةً إلى الاعتِزالِ)) . وقال ابنُ خَلِّكانَ: ((كان رأسًا في الاعتِزالِ داعِيًا إليهـ)) .
وقد بثَّ في كُتُبِه أفكارَه الاعتِزاليَّةَ تلك؛ فمِن ذلك قَولُه: ((وأمَّا القَدَريَّةُ فهم: الفِرْقةُ المُجَبِّرةُ الذين يُثبِتون كُلَّ الأمرِ بقَدَرِ اللهِ، ويَنْسُبونَ القبائِحِ إلى اللهِ تعالى عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا، وأمَّا تَسميتُهم بذلك أنفُسَهم أهلَ العَدْلِ والتوحيدِ والتنزيهِ فمِن تعكيسِهم؛ لأنَّ الشَّيءَ إنَّما يُنسَبُ إليه المثبِتُ لا النَّافي، ومن زَعَم أنَّهم يُثبِتون القَدَرَ لأنفُسِهم فكانوا به أَولى، فهو جاهِلٌ بكَلامِ العَرَبِ)) .
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كانت له مَعرِفةٌ تامَّةٌ بالنَّحْوِ واللُّغةِ والشِّعْرِ وأنواعِ الأدَبِ، وكان فصيحًا تامَّ المعرفةِ بفَنِّه، وكان سائِرَ الذِّكْرِ مَشهورَ السُّمعةِ بَعيدَ الصِّيتِ، ورُثِيَ بأكثَرَ من ثَلاثِ مِائةِ قَصيدةٍ عَربيَّةٍ وفارسِيَّةٍ.
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((الإيضاح في شرح المقامات للحريريِّ))، وكتاب: ((المُغرب))، وكتاب: ((المعرب في شرح المغرب))، وكتاب: ((الإقناع))، وكتاب: ((مختَصَر إصلاح المنطِق)).
مِن شِعْرِه:
وزند ندى فواضِلُه وَرِيُّ
ورند ربا فضائِلُه نضيرُ
ودُرٌّ جلالُه أبدًا ثمينٌ
ودُرٌّ نوالُه أبدًا غَزِيرُ
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ عشْرٍ وسِتِّ مِائةٍ .

انظر أيضا:

  1. (1) ينظر: ((معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)) لياقوت الحموي (6/ 2741).
  2. (2) ينظر: ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (3/ 339).
  3. (3) ينظر: ((وفيات الأعيان)) لابن خلكان (5/ 370).
  4. (4) ينظر: ((المغرب في ترتيب المعرب)) للمطرزي (ص: 98)
  5. (5) يُنظر: ((وفيات الأعيان)) (5/ 369) (سير أعلام النبلاء)) للذهبي (22/ 28)، ((الجواهر المضية في طبقات الحنفية)) لعبد القادر القرشي (2/ 190)، ((تاج التراجم)) لابن قطلوبغا (ص: 309)، ((سلم الوصول إلى طبقات الفحول)) لحاجي خليفة (3/ 365).