موسوعة اللغة العربية

المسألةُ الثانيةُ: (أمَّا)


وهو حرفُ تفصيلٍ قائِمٌ مَقامَ الشَّرْطِ وفِعلِه، ومعناها: مهْما يَكُ من شيءٍ، فهي تفيدُ الدَّلالةَ على أمرينِ مُتلازِمَينِ، ويكونُ المذكورُ بَعْدَها جوابَ الشَّرْطِ؛ لذلك لزِمَتْه الفاءُ، مِثلُ: أمَّا عمرٌو فمُنطَلِقٌ، وأصلُ الكلامِ: مهْما يَكُ من شيءٍ فعَمْرٌو مُنطَلِقٌ، فجيء بـ(أمَّا) بَدَلَ (مهْما يكُ مِن شَيءٍ)، فصارت الجُملةُ: (أمَّا فعَمْرٌو مُنطَلِقٌ)، ثم أُخِّرت الفاءُ إلى الخَبَرِ، فصارت الجُملةُ (أمَّا عَمرٌو فمُنطَلِقٌ).
إعرابُ: أمَّا عَمْرٌو فمُنطَلِقٌ
(أمَّا): حرفُ شَرطٍ غيرُ جازمٍ، نابت عن (مهما يكُنْ من شَيءٍ).
عَمرٌو: مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
فمُنطَلِقٌ: خَبَرٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ. والجُملةُ الاسميَّةُ (عَمْرٌو مُنطَلِقٌ) جوابُ الشَّرْطِ؛ لذلك اقترنت الفاءُ بها.
حَذفُ الفاءِ مِن جوابِ (أمَّا):
الأصلُ وُجوبُ اقترانِ جوابِ (أمَّا) بالفاءِ، إلَّا إذا دخلت على مَقولٍ محذوفٍ، فيَكثُرُ حَذْفُها معه، ويَقِلُّ إثباتها، مِثلُ قَولِه تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [آل عمران: 106] ، أي: فيُقالُ لهم...

انظر أيضا: