موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الخامسُ: الجَرُّ (الخَفْضُ)


هو مِن حالاتِ الإعْرابِ الَّتي اخْتصَّ بها الاسمُ دونَ الفِعلِ والحَرْفِ، فلا يأتي أيُّ نَوْعٍ مِن أنْواعِ الكَلِمةِ مَجْرورًا إلَّا الاسمُ.
والجَرُّ: هو أن تَجُرَّ مَعْنى الفِعلِ إلى الاسمِ وتُوصِلَه إليه، مِثلُ: ذهَبَ مُحمَّدٌ إلى المَدرَسةِ، فلو قُلتَ: "ذهَب مُحمَّدٌ" وسَكتَّ، لم يَتِمَّ الكَلامُ، ولم تَكمُلِ الفائِدةُ، إلَّا إذا قُلتَ: إلى المَدرَسةِ، فبِذلك يَتِمُّ المَعْنى، ولكنَّ الفِعلَ: "ذهَب" فِعلٌ لازِمٌ لا يَتعدَّى بنفْسِه -أيْ لا يَصِلُ إلى المَفْعولِ بنفْسِه- فلا بدَّ مِن أن نأتيَ بشيءٍ يَجُرُّ مَعْنى هذا الفِعلِ ويَجذِبُه كي يوصِلَه بالمَفْعولِ؛ لِذلك نأتي بحَرْفِ الجَرِّ كي يُوصِلَنا إلى المَفْعولِ؛ لِذلك نَرى الكُوفيِّينَ قد سمَّوا حُروفَ الجَرِّ بحُروفِ الإضافةِ؛ لأنَّها تُضيفُ مَعْنى الأفْعالِ إلى الأسْماءِ وتُوصِلُها بها.
ويُطلِقُ الكُوفيُّونَ الخَفْضَ ويُريدونَ به الجَرَّ؛ لأنَّ اللِّسانَ يَنْخفِضُ حالةَ النُّطْقِ بالحَرْفِ، وقد سمَّاها الكُوفيُّونَ أيضًا حُروفَ الصِّفاتِ؛ لأنَّها تَقَعُ صِفاتٍ لِما قَبْلَها مِنَ النَّكِراتِ [333] يُنظر: ((معجم المُصْطلَحات النَّحْوية والصرفية)) لمحمد سمير اللبدي (ص:43)، ((المُصْطلَح النَّحْوي نشأته وتطوره)) لعوض القوزي (ص: 177). .

انظر أيضا: