موسوعة اللغة العربية

الفصلُ السَّبعون: التَّنازُعُ


أن يَتوجَّهَ عامِلانِ أو أكْثَرُ مُتقدِّمانِ إلى مَعْمولٍ واحِدٍ، يَتقدَّمُ كلٌّ مِنهما على الاسمِ، يُنازِعُ كلٌّ مِنهما الآخَرَ على العَمَلِ فيه، مِثلُ: "جلَسَ وتَكلَّمَ مُحمَّدٌ"؛ فكلٌّ مِنَ الفِعلَينِ دخَل على الاسمِ وأراد العَمَلَ فيه.
ويَجوزُ إعْمالُ أيٍّ مِنَ العامِلَينِ في المَعْمولِ، ويَعمَلُ الآخَرُ في ضَميرِه، بلا خِلافٍ بَيْنَ البَصريِّينَ والكُوفيِّينَ، لكنَّهم اخْتَلفوا في أيِّهما الأَولى؛ فالبَصريُّون ذهَبوا إلى أنَّ الثَّانيَ أَولى؛ لِقُرْبِه مِنَ الفاعِلِ، والكُوفيُّونَ ذهَبوا إلى أنَّ الأوَّلَ أَولى؛ لسَبْقِه وكَوْنِه في أوَّلِ الكَلامِ.
 ولا يَقعُ التَّنازُعُ إلَّا بَيْنَ فِعلَينِ مُتَصرِّفَينِ أو اسْمَينِ مُشتَقَّينِ، نَحْوُ: "المُؤمِنُ مُساعِدٌ وناصِرٌ الفَقيرَ"، أو فِعلٍ مُتصرِّفٍ واسمٍ يُشبِهُه، نَحْوُ الآيةِ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ [الحاقة: 19] ؛ فـ"هاء" اسمُ فِعلِ أمْرٍ بمَعْنى "خُذْ" والمِيمُ للجَمْعِ، أيْ: خُذوا اقْرَؤوا كِتابي.
 ولا يَقَعُ التَّنازُعُ بَيْنَ حَرْفَينِ، ولا بَيْنَ حَرْفٍ وغيْرِه. والفِعلانِ أو ما يُشبِهُهما في التَّنازُعِ يُسمَّيانِ "عامِلَيِ التَّنازُعِ"، والمَعْمولُ يُسمَّى "المُتَنازَعَ عليه، أو فيه" [286] يُنظر: ((شرح ابن عقيل)) (2/157 وما بعدها)، ((شرح الأشموني)) (1/450)، ((المعجم المفصل في اللُّغة والأدب)) لإميل يعقوب وميشال عاصي (ص:458). .

انظر أيضا: