موسوعة اللغة العربية

الفصلُ الرَّابع والأربعون: التَّضْمينُ


هو إعْطاءُ اللَّفْظِ مَعْنى لَفْظٍ آخَرَ، مِثلُ أن يكونَ هناك فِعلٌ مُتعدٍّ تُعْطيه مَعْنى فِعلٍ لازِمٍ، فيَعمَلُ المُتعدِّي عَمَلَ اللَّازِمِ، ويَتعدَّى بالحَرْفِ الَّذي يَتعدَّى به اللَّازِمُ، كقَولِه تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ [النور: 63] ، أيْ: يَخْرُجون عن أمْرِه؛ فقدِ استُخدِمَ الفِعلُ "يُخالِف" بمَعْنى يَخرُج، والفِعلُ "يُخالِف" فِعلٌ مُتعدٍّ، أي يَصِلُ إلى مَفْعولِه من دونِ واسِطةٍ؛ تقولُ: خالَفَ مُحمَّدٌ عليًّا، ولكنَّه لمَّا تَضمَّنَ مَعْنى الفِعلِ اللَّازِمِ -يَخرُج- عمِلَ عَمَلَه وصار لازِمًا مِثلَه، فإذا أرَدْنا أن نُعَدِّيَه إلى مَفْعولٍ لَزِمَ أن نأتيَ بحَرْفِ الجَرِّ.
ومِثلُه قولُه تعالى: وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي [الأحقاف: 15] أيْ: بارِكْ لي؛ فالفِعلُ "أصْلِحْ" مُتعدٍّ، ولكنَّه لمَّا تَضمَّنَ مَعْنى "بارِكْ"؛ وهو لازِمٌ، صار لازِمًا مِثلَه [250] يُنظر: ((النَّحْو الوافي)) لعباس حسن (3/564)، ((المعجم المفصل في اللُّغة والأدب)) لإميل يعقوب وميشال عاصي (ص:426). .
في البَلاغةِ: أن يودِعَ الشَّاعِرُ شِعرَه بَيْتًا فأكْثَرَ، أو مِصراعًا فما دونَه مِن شِعرِ غيْرِه، معَ التَّنْبيهِ عليه إن لم يَكُنْ مَشْهورًا.
وأحْسَنُ التَّضْمينِ أن يَزيدَ المُضمِّنُ في كَلامِه نُكتةً لا توجَدُ في الأصلِ [251] يُنظر: ((العمدة في محاسن الشعر وآدابه)) لابن رشيق (2/ 84)، ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 374، 375). .
في العَروضِ: تَعلُّقُ قافِيةِ بَيْتٍ بالبَيْتِ الَّذي يَليه.
وهذا عَيْبٌ مِن عُيوبِ القافِيةِ ما لم يَكُنِ البَيْتُ التَّالي تَفْسيرًا، أو وَصْفًا، أو تَأكيدًا، أو بَدَلًا ممَّا قَبْلَه [252] يُنظر: ((المعجم المفصل في اللُّغة والأدب)) لإميل يعقوب وميشال عاصي (ص: 426). .

انظر أيضا: