موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: نسبةُ الكتابِ لثَعلَبٍ


اختُلِف في نسبةِ الكتابِ لثعلَبٍ على النَّحوِ الآتي:
نسَبَه البعضُ إلى الحسَنِ بنِ داودَ الرَّقِّيِّ [330] يُنظر: ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (2/ 553)، (2/ 860). .
وذكر ابنُ خَلِّكانَ أنَّ ثعلبًا قد سلَخ كتابَه من كتابِ "البهي" للفرَّاءِ؛ إذ يرى أنَّ ثعلبًا قد استخدم أكثَرَ الألفاظِ التي ذكرَها الفرَّاءُ في كتابِه "البهي"، إلَّا أنَّ ثعلبًا قد غيَّر في ترتيبِه؛ يقولُ: (وعلى الحقيقةِ ليس لثعلَبٍ في "الفصيحِ" سوى التَّرتيبِ وزيادةٍ يسيرةٍ ... وليس في الكتابينِ اختلافٌ إلَّا في شيءٍ قليلٍ لا غيرُ) [331] ((وفيات الأعيان)) لابن خلكان (6/ 181). .
ونسبه البعضُ لابنِ السِّكِّيتِ [332] يُنظر: ((المزهر)) للسيوطي (1/ 164). .
والصَّحيحُ في نسبتِه أنَّه لمؤلِّفه أبي العبَّاسِ أحمدَ بنِ يحيى؛ الشَّهيرِ بـ(ثعلب)، رئيسِ نحاةِ الكوفةِ في عصرِه [333] يُنظر: ((كشف الظُّنون)) لحاجي خليفة (2/ 1273). ، من نواحٍ عِدَّةٍ:
1- أنَّ كُتُبَ التَّراجِمِ كُلَّها ذكَرت نسبةَ الفصيحِ لثَعلبٍ، وإنَّما جاء نسبةُ الفصيحِ لغيرِ ثَعلَبٍ عَرَضًا، على أنَّه قولٌ يقولُه قِلَّةٌ.
2- اعتمادُ بعضِ المعاجِمِ عليه ضِمنَ المصادِرِ والمراجِعِ؛ كابنِ سِيدَه في المخصَّصِ [334] يُنظر: ((المخصص)) لابن سيده (1/ 39). .
3- تصريحُ بعضِ المعاجِمِ بنسبةِ الكتابِ إلى ثَعلَبٍ، كما في لسانِ العَرَبِ [335] يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 176). .
4- تصنيفُ العُلَماءِ حولَه -كما سيأتي- من الشُّروحِ والاستدراكاتِ والتَّتميماتِ.
5- مناظرةُ الزَّجَّاجِ لثَعلَبٍ وتخطئتُه له في كتابِه "الفصيح" المذكورةُ في كتُبِ التَّراجمِ [336] يُنظر: ((معجم الأدباء)) لياقوت الحموي (1/ 56 – 58)، ((المزهر)) للسيوطي (1/ 162، 163). تدُلُّ -بلا شَكٍّ- على صحَّةِ نسبةِ الكتابِ لثَعلَبٍ [337] يُنظر: مقدمة ((شرح الفصيح)) لأبي منصور الجبان (ص: 38). .

انظر أيضا: