موسوعة اللغة العربية

الفَرْعُ الأوَّلُ: تأتي (كان) زائدةً ولا تَعْمَلُ


يجوزُ أن تأتيَ (كان) زائدةً ولا تَعْمَلُ، وذلك في مواضِعَ:
أ- بين المسنَد والمسنَد إليه، مِثلُ المُبتَدَأِ والخَبَر، تَقولُ: زيدٌ كان قائمٌ. زيدٌ: مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ، (كان) فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ، زائدٌ لا يعمَلُ، قائمٌ: خَبَرٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ. ومثالُ زيادتها بين الفِعْلِ ونائِبِ الفاعِلِ: لم يُوجَدْ كان مِثلُك، وسُمِع عن العَرَبِ: لم يُوجَدْ كان أفضَلُ منهم.
ب- أن تُزادَ في صيغةِ التعَجُّبِ (ما أفعل). تَقولُ: ما كان أحسنَ زيدًا، ولا يتغَيَّرُ الإعرابُ شيئًا بدُخولِها؛ فـ(ما) المصدريَّةُ في مَحَلِّ رَفعٍ مُبتَدَأٌ، أحسَنَ: فِعلٌ ماضٍ مَبْنيٌّ على الفَتحِ، زيدًا: مَفعولٌ به مَنصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفتحةُ، أحسن زيدًا: في مَحَلِّ رَفعٍ خَبَرُ المُبتَدَأُ (ما)، و(كان) زائدةٌ. والمرادُ قَصرُ الحُسنِ على الماضي.
ج- بين الصِّفةِ والموصوفِ، ومنه قَولُ الشَّاعِرِ:
فكيفَ إذا مرَرْتَ بدارِ قَومٍ
وجيرانٍ لنا كانوا كِرامِ
فالأصلُ: وجيرانٍ لنا كِرامٍ. جيران: معطوفٌ مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ الظَّاهِرةُ، لنا: جارٌّ ومجرورٌ مُتعَلِّقٌ بمَحذوفٍ في محَلِّ جَرٍّ نَعتٌ أوَّلُ، كِرام: نعتٌ ثانٍ لجيران مَجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ الظَّاهِرةُ.
وشذَّ مجيئُها بين الجارِّ والمَجرورِ، نحوُ قَولِ الشَّاعِرِ:
سُراةُ بني أبي بَكرٍ تَسامى
على كانَ المسَوَّمةِ العِرابِ
ويُشْتَرَطُ في زيادتِها أن تأتيَ بلَفظِ الماضي؛ ولهذا شذَّ مِثلُ قَولِ أمِّ عَقيلِ بنِ أبي طالِبٍ:
أنت تكونُ ماجِدٌ نَبيلُ
إذا تَهُبُّ شَمألٌ بَلِيلُ
حيث زادت (تكونُ) بصِيغةِ المضارعِ لا الماضي.
وقد شذَّ كذلك مجيءُ غيرِ (كان) زائدًا؛ مِثلُ: ما أصبح أحرَّها! وما أمسى أبْرَدَها! يُنظَر: ((شرح التسهيل)) لابن مالك (1/ 360)، ((أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)) لابن هشام (1/ 248).

انظر أيضا: