موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الحادي عشَرَ: المَعاجِمُ اليَسوعيَّةُ والغايةُ مِن إنْشائِها


لا رَيبَ أنَّ تلك المَعاجِمَ الَّتي وضَعها اليَسوعيُّون في العَصْرِ الحَديثِ قد أفادتِ الدَّارِسين كَثيرًا؛ وذلك لحُسنِ تَنْظيمِها، وسُهولةِ تَرْتيبِها، وبَساطَةِ لَفْظِها، ووَجازةِ شَرْحِها، ورَوعةِ طِباعتِها، على الرَّغمِ ممَّا فيها مِنَ الأخْطاءِ المُتعمَّدةِ وغيرِ المُتعمَّدةِ، وقدِ اعْتَنتِ المَطبعةُ الكاثوليكيَّةُ ببَيروتَ بتلك المَعاجِمِ عِنايةً فائِقةً، وطبَعتْها طَبَعاتٍ فاخِرةً بألوانٍ زاهِيةٍ، مَصْحوبةً بالصُّوَرِ المُلوَّنةِ والرُّسومِ التَّوضيحيَّةِ.
إلَّا أنَّ تلك المَعاجِمَ لم تَنْشأْ لمَحْضِ مَنْفعةِ الطُّلَّابِ والدَّارِسين، ولم يُكَرَّسْ لها ذلك الجُهدُ لمُجرَّدِ نَشْرِ العِلمِ، وحُبًّا في العَربيَّةِ وأهْلِها، وإنَّما كان هَدَفُهم الأسْمى التَّنْصيرَ ودَعوةَ النَّاسِ للنَّصْرانيَّةِ، والحَطَّ مِنَ الإسْلامِ والمُسلِمين، ووراءَ ذلك أغْراضٌ مُتفرِّقةٌ؛ منها:
1- اتِّخاذُ المَعاجِمِ وَسيلةً للدَّسِّ على الإسْلامِ.
2- نَشْرُ كَثيرٍ مِنَ الألْفاظِ والعِباراتِ والطُّقوسِ النَّصْرانيَّةِ تحت سِتارِ المَعاجِمِ.
3- إقْحامُ كَثيرٍ مِنَ الألْفاظِ العامِّيَّةِ لنَشْرِها في مَحلِّ الفُصْحى.
4- صَدُّ الطُّلَّابِ عن كُتُبِ التُّراثِ الأصِيلةِ، والتَّعْريجُ بهم نَحْوَ مَعاجِمِهم، رَغمَ سَطْحيَّتِها، وكَثْرَةِ أخْطائِها، وضَحالةِ مَعْلوماتِها، وعَدَمِ دِقَّتِها.
5- نَشْرُ القَوميَّةِ العَربيَّةِ، وإذْكاءُ رُوحِ العُروبةِ بالتَّأليفِ في جَميعِ ألْفاظِها.
6- لَفْتُ أنْظارِ الرَّأيِ العامِّ إليهم بأنَّهم الغَيورون على اللُّغةِ العَربيَّةِ [277] يُنظر: ((المَعاجِم اللُّغويَّة وطرق تَرْتيبها)) لأحمد بن عبد الله الباتلي (ص: 49). .

انظر أيضا: