موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّاني: الغَرَضُ مِن تَأليفِ الكِتابِ


جَمْعُ مَوادِّ اللُّغةِ، وتَرْتيبُها، وتيَسيرُ الوُصولِ إلى ما يُريدُ الباحِثُ.
يقولُ ابنُ فارِسٍ في مُقدِّمتِه: (إنِّي حقًّا شاهَدْتُ كِتابَ العَينِ الَّذي صنَّفه الخَليلُ بنُ أحْمَدَ، ووُعورةَ ألْفاظِه، وشدَّةَ الوُصولِ إلى اسْتِخراجِ أبْوابِه، وقَصْدَه إلى ما كان يَطَّلِعُ عليه أهْلُ زَمانِه الَّذين جُبِلوا على المَعْرفةِ، ولم يَتصعَّبْ عليهم وُعورةُ الألْفاظِ. ورأيتُ كِتابَ الجَمْهَرَةِ الَّذي صنَّفه أبو بَكْرِ بنُ دُرَيدٍ، وقد وفَّى بما جمَعه الخَليلُ وزاد عليه؛ لأنَّه قصَد إلى تَكْثيرِ الألْفاظِ، وأراد إظْهارَ قُدرتِه، وأنْ يُعلِمَ النَّاظِرين في كِتابِه أنَّه قد ظفِر بما سقَط عنِ المُتقدِّمين، وإن كان قَصْبُ السَّبْقِ مُسلَّمًا لهم؛ لأنَّ بِناءَ المُتأخِّرِ على ما قدَّموه... أنْشَأتُ كِتابي هذا بمُخْتصَرٍ مِن الكَلامِ قَريبٍ، يَقِلُّ لَفْظُه، وتَكثُرُ فَوائِدُه، ويَبلُغُ بك طَرَفًا ممَّا أنت مُلتمِسُه، وسمَّيتُه مُجمَلَ اللُّغةِ؛ لأنِّي أجْمَلتُ الكَلامَ فيه إجْمالًا، ولم أُكَثِّرْه بالشَّواهِدِ والتَّصارِيفِ؛ إرادةَ الإيجازِ) [228] ((مجمل اللُّغة)) لابن فارس (ص:75). .
كذلك رمى ابنُ فارِسٍ في مُجمَلِه إلى تَدْوينِ الواضِحِ المَشْهورِ، والصَّحيحِ مِنَ الألْفاظِ فحسْبُ، أمَّا الغَريبُ وغيرُ الصَّحيحِ فلا عِنايةَ له به [229] يُنظر: ((المُعجَم العَربيُّ: نشأته وتطوره)) لحسين نصار (2/366). .

انظر أيضا: