موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الأوَّلُ: سَببُ تَسْميةِ الكِتابِ بِهذا الاسمِ


لم يَضَعِ الخَليلُ اسمًا لمُعجَمِه ذلك، وإنَّما سُمِّي المُعجَمُ بـ(العَين)؛ لأنَّه أوَّلُ الحُروفِ الصَّوتيَّةِ حسَبَ تَرْتيبِ المَخارِجِ؛ فيَبدَأُ المُعجَمُ ببابِ العَينِ؛ حيثُ قال: (‌بَدَأنَا ‌في مُؤلَّفِنا هذا بالعَينِ) .
قال ابنُ كَيْسانَ: (سمِعتُ مَنْ يَذكُرُ عنِ الخَليلِ أنَّه قال: لم أبْدَأْ بالهَمْزةِ؛ لأنَّها يَلحَقُها النَّقْصُ والتَّغْييرُ والحَذْفُ، ولا بالألِفِ لأنَّها لا تكونُ في ابْتِداءِ كَلِمةٍ ولا في اسمٍ ولا فِعلٍ إلَّا زائِدةً أو مُبدَلةً، ولا بالهاءِ لأنَّها مَهْموسةٌ خَفيَّةٌ لا صَوتَ لها. فنزَلتُ إلى الحيِّزِ الثَّاني، وفيه العَينُ والحاءُ، فوجَدْتُ العَينَ أنْصَعَ الحَرْفَين، فابْتَدأتُ به؛ ليكونَ أحْسَنَ في التَّأليفِ، وليس العِلمُ بتَقدُّمِ شيءٍ على شيءٍ؛ لأنَّه كلَّه ممَّا يُحتاجُ إلى مَعْرفتِه، فبأيٍّ بدأتَ كان حَسَنًا، وأَوْلاها بالتَّقْديمِ أكْثَرُها تَصَرُّفًا) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((العَين)) للخليل بن أحمد (1/60).
  2. (2) ((المزهر في عُلوم اللُّغة)) للسيوطي (1/70).