موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالثُ: مَنهَجُ العُلَماءِ في التَّدْوينِ


1- تَحْديدُ عَصْرٍ مُعيَّنٍ للاحْتِجاجِ
إذ اكْتَفَوا بأخْذِ أقْوالِ العَربِ وأشْعارِهم في الجاهِليَّةِ وصَدْرِ الإسْلامِ حتَّى نِهايةِ القَرْنِ الثَّاني الهِجريِّ، في حينِ تَوسَّعوا في البَوادي إلى مُنْتصَفِ القَرْنِ الرَّابِعِ الهِجريِّ؛ إذ لم يَكُنْ قدْ فشَا فيهم اللَّحْنُ بسَببِ بُعدِهم عنِ الأعاجِمِ.
2- تَحْديدُ بِيئاتٍ لُغويَّةٍ مُعيَّنةٍ للأخْذِ عنها
فلم يَأخُذوا اللُّغةَ عن كلِّ العَربِ، بل اصْطَفَوا منهم نُخبةً قد خلَص مَنطِقُها مِن شَوائِبِ اللَّحْنِ، فسمِعوا منهم ودوَّنوا عنهم، مِثلُ: قُرَيشٍ وقَيسٍ وتَميمٍ وأسَدٍ وهُذَيلٍ وبعض كِنانةَ وبعضِ طيِّئٍ.
وابْتَعدوا عنِ القَبائِلِ الَّتي خالَطتْ غيرَ العَربِ، والقَبائِلِ الَّتي كانت على أطْرافِ جَزيرةِ العَربِ.
3- ذَهابُ العُلَماءِ بأنْفُسِهم إلى البَوادي
فلم يَكتَفوا بما نُقِل إليهم، أو بما سمِعوه مِنَ الأعْرابِ الَّذين يَعيشون بَيْنَهم، بل رحَلوا إلى البادِيةِ طَلَبًا للزِّيادةِ، ولِأخْذِ اللُّغةِ مِن مَوارِدِها الصَّافيةِ [25] يُنظر: ((المَعاجِم العَربيَّة والمصادر اللُّغويَّة)) لمحمد حبلص (ص:20)، ((المَعاجِم اللُّغويَّة العَربيَّة: بداءتها وتطورها)) لإميل يعقوب (ص:27). .

انظر أيضا: