موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: الرَّسائِلُ (المُكاتَباتُ)


الرِّسالةُ فَنٌّ من فُنونِ التَّعبيرِ، ووَسيلةٌ مِن وَسائِلِ الإبلاغِ، تعتَمِدُ على مخاطَبةِ الغائِبِ بلِسانِ القَلَمِ، وهي أحَدُ فُنونِ النَّثْرِ المعروفةِ، مِثْلُ القِصَّةِ والرِّوايةِ والمَسْرَحيَّةِ وغَيرِها، بل هي أقدَمُ مِن تلك الأنواعِ كُلِّها.
وقد عَرَف العَرَبُ مُنْذُ قَديمٍ الرَّسائِلَ، فكان المُلوكُ يَكتُبونَ الرَّسائِلَ إلى عُمَّالِهم في شَتَّى أرجاءِ بلادِهم؛ ولهذا لَمَّا جاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسل الرَّسائِلَ إلى مُلوكِ البِلادِ؛ كالنَّجاشيِّ مَلِكِ الحَبَشةِ، والمُقَوقِسِ عَظيمِ القَبْطِ، وكِسْرى وقَيْصَرَ، وأشار عليه أصحابُه أنَّ المُلوكَ لا تَقرَأُ كِتابًا إلَّا أن يكونَ مختومًا، فاتَّخَذ لنَفْسِه خَتْمًا نَقْشُه: (محمَّدٌ رَسولُ اللهِ) [136] أخرجه البخاري (65)، ومسلم (2092) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. .
ولم تَكُنِ الرَّسائِلُ قَديمًا تتَّصِفُ بالسَّمْتِ الأدَبيِّ بقَدْرِ ما كان الغَرَضُ المنشودُ منها إيفاءَ المعنى المرادِ في إيجازٍ ووُضوحٍ، حتَّى تصدَّرَ لكِتابةِ الرَّسائِلِ خاصَّةً العُلَماءُ والأُدَباءُ [137] يُنظر: ((جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب)) للهاشمي (1/ 44)، ((التحرير الأدبي)) لحسين علي محمد (ص: 151). .

انظر أيضا: