موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: الإكثارُ مِن حِفظِ أشعارِ المُتقَدِّمينَ


فعلى الكاتِبِ أن يهتَمَّ بمُطالعةِ أشعارِ الشُّعَراءِ وحِفْظِها، خاصَّةً ما توافَرت دواعي العُلَماءِ على اختيارِه وانتخابِه مِن عُيونِ الشِّعْرِ، كالمُعَلَّقاتِ والمُفَضَّلِيَّاتِ والحَماسةِ، ونَحْوِ ذلك من أشعارِ الجاهليِّينَ، ثمَّ أشعارِ المُوَلَّدينَ مِنَ العَرَبِ، كجَريرٍ والأخطَلِ والفَرَزْدَقِ، والمُبَرِّزينَ من أمْثالِ المتَنَبِّي وابنِ الرُّومي والبُحْتُرِيِّ وأبي تَمَّامٍ وغَيرِهم.
ففضلًا عمَّا يُفيدُه ذلك من غَزارةِ الموادِّ، وصِحَّةِ الاستِشْهادِ، وكَثرةِ النَّقْلِ، وصَقْلِ مِرآةِ العَقْلِ، وانتِزاعِ الأمْثالِ، والاحتِذاءِ في اختراعِ المعاني على أصَحِّ مِثالٍ، والاطِّلاعِ على أُصولِ اللُّغةِ وشواهِدِها، والاضْطِلاعِ مِن نوادِرِ العَرَبيَّةِ وشوارِدِها؛ إلَّا أنَّ الكاتِبَ يحتاجُ إلى تَزيينِ كَلامِه وتوكيدِه بما لاقى قَبولَ العَرَبِ وإعجابَهم.
وينحَصِرُ استِعمالُ الكاتِبِ للشِّعرِ في كِتابتِه في ثلاثِ صُوَرٍ، نُجمِلُها في المطالِبِ الآتيةِ:

انظر أيضا: