موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ السَّابِعُ: مَعرِفةُ أيَّامِ العَرَبِ وتاريخِهم


ينبغي لِمَن أراد أن يُحسِنَ عِلْمَ الكِتابةِ أن يكونَ عالِمًا بتاريخِ العَرَبِ ومَعارِكِهم، مُستوعِبًا لِما شَجَر بينهم، يحفَظُ الأحداثَ والوَقائِعَ، وما جرى بَيْنَهم في ذلك مِنَ الخُطَبِ والأشعارِ والمُناقَضاتِ؛ ليستطيعَ الاستِشْهادَ بذلك ببَعْضِ الوقائِعِ في كَلامِه، أو يَرُدَّ عن بَعْضِ ما يَرِدُ عليه من تدليسِ الأخبارِ، أو الافتِخارِ بشَيءٍ لم يَحدُثْ.
وأوَّلُ ذلك مَعرِفةُ أيَّامِ الجاهِليَّةِ الشَّهيرةِ، كيَومِ بُعاثٍ وحَربِ الفِجَارِ ونَحْوِها، وأيَّامِ الإسلامِ مِن غَزَواتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسراياه، وفُتوحاتِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ ومَن بَعْدَهم، وأن يَعِيَ حقيقةَ الفِتنةِ بَيْنَ الصَّحابةِ وما دار بَيْنَهم، ومَعرِفةُ القادةِ والفُرسانِ الكِبارِ ونَحْوِ ذلك.
قال شِهابُ الدِّين ِابنُ فَهدٍ: (فإذا لم يَكُنْ صاحِبُ هذه الصِّناعةِ عارِفًا بكُلِّ يومٍ من هذه الأيامِ، عالِمًا بما جرى فيها؛ لم يَدْرِ كيف يُجيبُ عمَّا يَرِدُ إليه مِن مِثْلِها، ولا ما يقولُ إذا سُئِلَ عنها، وحَسْبُه ذلك نَقْصًا في صِناعتِه، وقُصورًا عمَّا يتحَتَّمُ عليه من مَعرِفتِه، وحُسْنِ الجوابِ فيه عِنْدَ السُّؤالِ عنه) [62] يُنظر: ((حسن التوسل إلى صناعة الترسل)) (ص: 10). .

انظر أيضا: