الفرعُ الثَّاني: زيادةُ الألف في آخِرِ الكَلِمة
أ- تُزاد الألِفُ في آخِر الكَلِمة بعْد واوِ الجماعة (الضَّمير).ولا تكونُ إلا في الفعل، سواءٌ كان ماضيًا (قالوا)، أو مضارعًا (لن يَقولوا، لم يَقولوا)، أو أمْرًا (قُولوا).
وتُسمَّى (ألِفَ الفصل) و(الألف الفارِقة)؛ وذلك للفَرْقِ بين الواوِ التي هي ضميرٌ والواوِ التي مِن بِنية الكَلِمة؛ فمثلًا كَلِمة (دعا)، الألِفُ أصلُها واوٌ، فتقول: (الإسلامُ يدعو إلى الفضيلةِ)، ولا تقولُ: (يدعوا)؛ لأنَّ الواو هنا أصلٌ في الكَلِمة وليست واوَ الجماعةِ، مِثلُ: المسلمون لم يَدْعُوا غيرَ الله.
ويساعِدُ في التفريقِ بينهما الإعرابُ؛ فكَلمة (يدعو) في المثال الأول تُعرَب فعلًا مضارعًا مرفوعًا وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ المقدَّرةُ مَنَع مِن ظهورها الثِّقَل، وكَلِمة (يدعوا) في المثال الثَّاني: (يَدْعُوا) تُعرَب فِعلًا مضارعًا مجزومًا بـ(لم)، وعلامة جَزمِه حَذفُ النونِ؛ لأنَّه من الأفعالِ الخمسةِ، والواوُ ضميرٌ مبنيٌّ على السُّكونِ في محَلِّ رفْعٍ فاعِلٌ.
فأيُّ فِعلٍ ماضٍ أُعرِبَ فِعلًا ماضيًا مبنيًّا على الضَّمِّ لاتصاله بواو الجماعة، وأيُّ فِعلٍ مضارعٍ (مَنصوبًا أو مجزومًا)، أو فِعلِ أمرٍ، وكانت علامةُ الإعرابِ حذْفَ النون؛ فلا بُدَّ أن ينتهيَ بالألِف الفارقة.
وخرَج أيضًا باشتراط كون الواوِ ضميرًا الواوُ التي هي علامةُ رفعٍ في الأسماءِ الخمسة
وجمْعِ المذكَّر السالِم المضافِ
وما أُلْحِقَ به؛ فهي ليست ضميرًا، بل تَلحَق الاسمَ للدَّلالةِ على الجمعِ، مِثلُ: (المسلمُ ذُو
أخلاقٍ رَفيعةٍ، ومُسلِمو الشيشانِ مُضْطَهدون، والمسلمونَ الأوائل أُولُو
الفضْل والمِنَّة، والمهاجرون ذَوُو
السَّبْقِ في الإسلامِ)، ومن الخطأ كتابتها هكذا: (ذُوا، مُسلِموا، أُولُوا، ذَوُوا).
ملحوظة: الرَّسمُ العُثمانيُّ للقُرآنِ الكريمِ لا يُقاسُ عليه، بل يُكتَب كما هو، ويختَلِفُ عن الرَّسمِ الإملائيِّ. مثالُه: قولُه تعالى:
إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ [القمر: 27]، رُسِمَت كَلِمة (مرسِلوا) بالألِف، أمَّا في غيرِ القرآن فلا تُكتَب، فتقول: الطُّلاب مُرسِلو هَداياهمْ لِمُعَلِّمِيهم
، كذلك تزادُ ألفٌ بعد سبعِ كَلِماتٍ وردت في القرآنِ عليها صِفرٌ مُستطيلٌ، وهي: (أَنَا، لَكِنَّا، قَوَاريِرَا، الرَّسُولَا، السَّبِيلَا، الظُّنُونَا، سَلاسِلَا)، وهذا من بعضِ مزايا أو اختلافِ الرَّسمِ العثمانيِّ عن الإملائيِّ، وقد أوضح العُلَماءُ فوائِدَ ذلك وعِلَلَه
.
وخرَج أيضًا باشتراط كون الواوِ ضميرًا الواوُ التي تأتي لإشباعِ الضَّمَّةِ على الميم، وهي الواوُ التي تأتي بعْد مِيم الجمْع، مِثل: عليهمُو، عَلَيكُمُو، ضَرَبْتمُو ضَربْتُكُمُو
.
وهذا مشهورٌ في بعضِ اللُّغاتِ العَرَبية، والشِّعرِ، والقراءاتِ القُرآنيَّةِ
.
ب-تُزادُ الألِفُ في آخِرِ الاسمِ المنوَّن بالنَّصْبِ، مِثلُ: حسابًا، جُزْءًا، شيئًا، لؤلؤًا، طارئًا.
ما عدا الأسماءَ المنتهيةَ بتاءٍ مربوطةٍ، مِثلُ: "طِفلةً، فتاةً"، أو المنتهيةَ بهمزةٍ قَبْلَها ألِف، مِثلُ: جزاءً، عَطاءً، أو المنتهيةَ بهمزةٍ مَرسومةٍ على ألِفٍ، مِثلُ: خطَأً، مبتدأً، أو المنتهيةَ بألِفٍ، مِثلُ: فتًى، عصًا
.