موسوعة اللغة العربية

مَدخَلٌ: المَقطَعُ الصَّوتيُّ


المقطَعُ Syllable: هو وحدةٌ صوتيَّةٌ مُكَوَّنةٌ من عدَدٍ من الحُروفِ والحَرَكاتِ تتَّصِفُ بالتَّماسُكِ النُّطقيِّ، ويُصَنَّفُ المقطَعُ بحسَبِ اعتبارَينِ، هما:
(
(2) نهايةُ المقطَعِ:
مَقطَعٌ مفتوحٌ: إذا انتهى بحركةٍ قصيرةٍ (الفَتحة، الضَّمَّة، الكَسْرة)، كما في بَ (لَعِبَ)، بُ (يَكتُبُ)، بِ في حَرفِ الجرِ (بِـ).
مَقطَعٌ مُغْلَقٌ: إذا انتهى بصوتِ حَرفٍ صامِتٍ، مِثلُ المقاطِعِ: فَهْم، عَصْر، دَرْس، عِلْم، فَنّْ .
هذا، وتتجمَّعُ الأصْواتُ في وَحَداتٍ صَوتيَّةٍ أكْبَرَ منها، وأهمُّ هذه الوَحداتِ المَقطَعُ؛ فالمَقطَعُ هو أكْبَرُ وَحدةٍ نَحتاجُ إليها في شَرحِ كَيفيَّةِ تَجمُّعِ الفونيماتِ في اللُّغةِ ، وقد أثْبَتتْ نَتائِجُ الدِّراسةِ التَّجْريبيَّةِ أنَّ الصَّدرَ لا يُواصِلُ ضَغْطًا ثابِتًا خِلالَ المَجْموعةِ النَّفَسيَّةِ، وأنَّ عَضَلاتِ الصَّدرِ تُنتِجُ نَبضةً مُنْفصلةً مِنَ الضَّغطِ لكلِّ مَقطَعٍ .
واخْتَلف العُلَماءُ في تَعْريفِ المَقطَعِ، ويَرجِعُ هذا الاخْتِلافُ إلى النَّظرِ في وِجهةِ نَظرِ التَّعْريفِ؛ مِنَ النَّاحيةِ الوَظيفيَّة أمِ النَّاحيةِ النُّطْقيَّةِ أمِ النَّاحيةِ الفِيزيائيَّةِ، معَ الإقْرارِ بأنَّ لكلِّ لُغةٍ قَواعِدَها الخاصَّةَ في تَجْميعِ الوَحْداتِ الصَّوتيَّةِ في مَقاطِعَ؛ فقد تكونُ مَجْموعةُ أصْواتٍ تُكوِّنُ مَقطَعًا في لُغةٍ مُعيَّنةٍ، ويُنطَقُ مَقطَعَين في لُغةٍ أخرى، وهكذا.
فمِنَ النَّاحيةِ النُّطْقيَّةِ يُمكِنُ تَعْريفُه بأنَّه مَجْموعةُ أصْواتٍ تُنتَجُ بنَبْضةٍ أو خَفْقةٍ صَدريَّةٍ واحِدةٍ، ومِنَ النَّاحيةِ الفِيزيائيَّةِ (الأكوستيكيَّة) بأنَّه: قِمَّةُ إسْماعٍ تَقعُ بَينَ حدَّينِ أدْنَيَينِ مِنَ الإسْماعِ، ومِنَ النَّاحيةِ الوَظيفيَّة بأنَّه: تَتابُعٌ صَوتيٌّ مِنَ الصَّوامِتِ والصَّوائِتِ، ويَتكوَّنُ عادةً مِن حَرَكةٍ تُعتَبرُ نَواةَ المَقطَعِ، يَحُوطُها بعضُ الصَّوامِتِ.
والتَّعْريفُ مِنَ النَّاحيةِ الوَظيفيَّةِ يَخْتلِفُ مِن لُغةٍ إلى أخرى؛ لأنَّ لكلِّ لُغةٍ قَواعِدَها الخاصَّةَ بتَجْميعِ الوَحَداتِ الصَّوتيَّةِ في مَقاطِعَ؛ لِهذا يَنْبغي أن يكونَ التَّعْريفُ خاصًّا بلُغةٍ مُعيَّنةٍ.
ومِنَ التَّعْريفاتِ الجامِعةِ للمَقطَعِ العَربيِّ تَعْريفُ الدُّكتورِ حسام النعيمي: (هو وَحْدةٌ صَوتيَّةٌ تَبدأُ بصامِتٍ يَتْبعُه صائِتٌ، وتَنْتهي قبل أوَّلِ صامِتٍ يَرِدُ مَتْبوعًا بصائِتٍ، أو حيثُ تَنْتهي السِّلْسِلةُ المَنْطوقةُ قبل مَجيءِ القَيدِ) وإن كان فيه نوعٌ مِنَ الإطالةِ.
ورأى الدُّكتورُ غانم الحَمَد أنَّ أنْسَبَ تَعْريفٍ يُراعي طَبيعةَ المَقطَعِ العَربيِّ هو أنَّ المَقطَعَ: مَجْموعةُ أصْواتٍ تُنتَجُ بضَغْطةٍ صَدريَّةٍ واحِدةٍ، تَبدأُ بصَوتٍ جامِدٍ يَتْبعُه صوتٌ صائِتٌ (قَصير أو طَويل) وقد يأتي مَتْبوعًا بصَوتٍ جامِدٍ أو اثنَين، ويكونُ الصَّوتُ الذَّائِبُ فيه قِمَّةَ الإسْماعِ بالنِّسبةِ إلى الأصْواتِ الأخرى الَّتي يَتألَّفُ منها المَقطَعُ .

انظر أيضا:

  1. (1) ((العربية وعلم اللغة الحديث)) محمد محمد داود (ص: 129 - 130).
  2. (2) يُنظَر: ((علم الأصوات)) برتيل مالمبرج (ص154).
  3. (3) يُنظَر: ((دِراسة الصوت اللُّغوي)) لأحمد مختار عمر (ص280).
  4. (4) ((المدخل إلى علم الأصوات)) لغانم قدوري الحمد (ص193-194).
  5. (5) يُنظَر: ((أبحاث في أصوات العربية)) لحسام النعيمي (ص8).