موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الثَّالِثُ: مَوضوعُ عِلمِ الأصْواتِ


يُعَدُّ عِلمُ الأصْواتِ أحدَ فُروعِ عِلمِ اللُّغةِ العامِّ، فهو يَهتمُّ بالجانِبِ المادِّيِّ للأصْواتِ في اللِّسانِ البَشريِّ؛ من حيثُ تَغيُّراتُها وتَحوُّلاتُها الَّتي تَحدُثُ نَتيجَةَ تَطوُّرِ اللُّغةِ الَّتي هي وَسيلةُ التَّواصُلِ البَشريِّ، فالصَّوتُ الإنْسانيُّ الحيُّ هو مَوضوعُ عِلمِ الأصْواتِ اللُّغويَّةِ [343] يُنظَر: ((المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللُّغوي)) لرمضان عبد التواب (ص13). . يقولُ أبو نَصرٍ الفارابيُّ: (وعِلمُ قوانينِ الألفاظِ المُفرَدةِ يفحَصُ أوَّلًا في الحروفِ المُعجَمةِ؛ عن عدَدِها، ومن أين خرَج كُلُّ واحدٍ منها في آلاتِ التَّصويتِ، وعن المَصُوتِ منها وغيرِ المَصُوتِ، وعمَّا يتركَّبُ منها في اللِّسانِ وعمَّا لا يتركَّبُ، وعن أقَلِّ ما يتركَّبُ منها حتَّى يحدُثَ عنها لفظةٌ دالَّةٌ، وكم أكثَرُ ما يتركَّبُ، وعن الحروفِ الثَّابتةِ التي لا تتبَدَّلُ في بِنيةِ اللَّفظِ عند لواحِقِ الألفاظِ من تثنيةٍ وجمعٍ، وتذكيرٍ وتأنيثٍ، واشتقاقٍ وغيرِ ذلك، وعن الحروفِ التي بها يكونُ تغايُرُ الألفاظِ عندَ اللَّواحِقِ، وعن الحروفِ التي تندَغِمُ عندما تتلاقى...) [344] يُنظَر: ((إحصاء العلوم)) الفارابي (ص: 47- 48)، التفكير اللساني في الحضارة العربية، عبد السلام المسدي (ص 254). .
فموضوعُ عِلمِ الأصواتِ هو الكلامُ، أو اللُّغةُ المنطوقةُ من جهةِ الكشفِ عن أصواتِ اللُّغةِ، ونظامِها، وإنتاجِها، وإدراكِها، وصفاتِها، وخصائصِها الإفراديَّةِ والسِّياقيَّةِ، ووظائِفِها، وتنوُّعِ صُوَرِها الأدائيَّةِ. وهذا العِلمُ أخَذ حظًّا لا بأسَ به من البحثِ في العصورِ المتقَدِّمةِ، كما تجِدُه عند الهنودِ والرُّومانِ والعَرَبِ، واختلفَت جهودُهم من حيثُ الكَمِّ والكيفِ، إلَّا أنَّها في جميعِ الأحوالِ لم تكُنْ بقَدْرِ السَّعةِ التي تناولوا فيها باقيَ المُستَوَياتِ اللُّغَويَّةِ الأُخرى [345] يُنظَر: (( علم الأصوات العربية: تطوراتها ونظرياتها والاستفادة منها لتعليم اللغة العربية)) نايفة حسن، Al-Ta’rib, Jurnal Pendidikan Bahasa Arab dan Kebahasaaraban Vol. 6, No. 2, 2018 (ص 144). .

انظر أيضا: