موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الخامِسُ: الإتباعُ


تَستَخدِمُ العَرَبُ لتَأكيدِ كلامِها أكثَرَ من طَريقةٍ: منها القَسَمُ، ومنها التَّوكيدُ بتَكريرِ الكَلِمةِ، وهو التَّوكيدُ اللَّفظيُّ، ومنها التَّوكيدُ باستِخدامِ مُرادِفِ الكَلمةِ؛ تَقولُ: أنا فَرِحٌ سعيدٌ، ومنها الإتباعُ. وهو: الإتيانُ بكَلمةٍ على نَفسِ وزنٍ وقافيةِ الكَلمةِ المُرادِ تَأكيدُها وإن كانت مُخالِفةً في المَعنى. وسَواءٌ كان ذلك بإتباعِ الكَلمةِ مُباشَرةً أو عَطْفِها بالواوِ؛ فمن ذلك قَولُهم: شَيطان لَيطان، عَطْشان نَطْشان، جائِع نائِع، خَبيث نَبيث، في حِلٍّ وبِلٍّ، حَسَن بَسَن، أسوان أتوان، خَزْيان سَوْآن، صَب ضَب.
وقد سألَ ابنُ الأعرابيِّ بَعضَ العَربِ عنِ الإتباعِ، فقالوا: شَيءٌ نَتِدُ به كلامَنا، أي: نُقَوِّيه ونُثبِتُه.
ويُشتَرَطُ في الإتباعِ ألَّا يُمكِنَ استِخدامُ الكَلمةِ الثَّانيةِ بمُفرَدِها؛ فلا يُقالُ: هو لَيطان، ولا: هو نائِع، ولا: أنتَ في بِلٍّ...
فإن صَحَّ استِخدامُ الكَلمةِ وحدَها لم تَكُنْ منَ الإتباعِ، وأكثَرُ ما يَكونُ ذلك في المَعطوفِ بالواوِ، مِثلُ: حَيَّاكَ اللهُ وبَيَّاكَ؛ فإنَّ "بَيَّاك" كلمةٌ بمَعنًى: أضحَكَكَ [315] يُنظر: ((العين)) للخليل (3/ 318)، ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (2/ 1030). ، وتُستَخدَمُ بمُفرَدِها كذلك، ولذا فليست منَ الإتباعِ على الأصَحِّ [316] يُنظر: ((الاتباع)) لأبي الطيب اللغوي (ص: 2)، ((الاتباع)) لأبي علي القالي (ص: 71)، ((الاتباع)) للسيوطي (ص: 88). .

انظر أيضا: