موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الخامسُ: الآثارُ الإيجابيَّةُ للمُشتَرَكِ اللَّفظيِّ


أدَّت كثرةُ المُشتَرَكِ اللَّفظيِّ في العَرَبيَّةِ إلى ذُيوعِ ظاهرةِ "التَّوريةِ" فيها، وهيَ عِبارةٌ عنِ استِخدامِ الألفاظِ المُشتَرَكةِ في مَعانٍ غَيرِ مُتَبادِرةٍ منها، وكَذلك استَخدَمَه بَعضُ النَّاسِ حيلةً للخُروجِ منَ اليَمينِ المُكرَهِ عليها؛ فقد ظَنَّ هؤُلاءِ إذا أقسَموا يَمينًا على شَيءٍ أنَّهم يُرضونَ ضَمائِرَهم بالقَصدِ إلى مَعنًى غَيرِ ما يَفهمُه السَّامِعُ، فإذا قال إنسانٌ: واللهِ ما سألتُ فُلانًا حاجةً قَطُّ، فإنَّه يَقصِدُ في نَفسِه مِن لَفظِ: "حاجةٍ" مَعنًى آخَرَ غَيرِ الشَّائِعِ لهذه اللَّفظةِ، و"الحاجةُ" ضَرْبٌ منَ الشَّجَرِ له شَوكٌ، وهذا هو المَعنى الغامِضُ، الذي يَقصِدُ إليه الحالِفُ هنا، وقد ألَّفَ ابنُ دُرَيدٍ كِتابَه ((المَلاحِنَ)) لهذا الغَرَضِ، وجَمعَ فيه نَحوًا من أربَعِمِائةِ كَلِمةٍ من كلماتِ الحِيَلِ في القَسَمِ منَ المُشتَرَكِ اللَّفظيِّ في العَرَبيَّةِ، كما أفادَ من ظاهرةِ المُشتَرَكِ اللَّفظيِّ كذلك بَعضُ عُلَماءِ اللُّغةِ الذينَ ألَّفوا في المُشجرِ والمُداخل والمُسَلسَل [308] يُنظر: ((فصول في فقه العربية)) لرمضان عبد التواب (ص: 335، 336). .

انظر أيضا: