موسوعة اللغة العربية

المَطلَبُ الثَّالِث: تَتِمَّةٌ في صِفَتَيِ الخَفاءِ والغُنَّةِ


زادَ كثيرٌ منَ الأئِمَّةِ صِفَتَينِ أُخرَيَينِ منَ الصِّفاتِ التي لا ضِدَّ لها على الصِّفاتِ السَّبعِ المُتَقَدِّمةِ، وهيَ صِفةُ الخَفاءِ والغُنَّةِ، وفيما يَلي الكَلامُ عليهما:
أمَّا الخَفاءُ، فهو الاستِتارُ، وهو خَفاءُ صَوتِ الحَرفِ، وحُروفُه أربَعةٌ، وهيَ حُروفُ المَدِّ الثَّلاثةِ، والهاءُ، وسُمِّيَت بذلك؛ لأنَّها تُخفَى في اللَّفظِ إذا اندَرَجَت بَعدَ حَرفٍ قَبْلَها.
أمَّا الخَفاءُ في حُروفِ المَدِّ: فلسَعةِ مَخرَجِها؛ لأنَّه مُقَدَّرٌ، فقَوِيَت بالصِّلةِ.
وأمَّا الغُنَّةُ فهيَ صَوتٌ في الخَيشومِ، أو صَوتٌ أغنُّ لا عَمَلَ للِّسانِ فيه.
والحَقُّ أنَّ هاتَينِ الصِّفَتَينِ يَنبَغي إلحاقُهما بالصِّفاتِ السَّبعِ التي لا ضِدَّ لها؛ لأنَّ الغُنَّةَ صِفَةٌ لازِمةٌ للنُّونِ والميمِ في كُلِّ الأحوالِ، مِثلُها مِثلُ صِفةِ القَلقَلةِ بالضَّبطِ؛ لأنَّها لا تَنفَكُّ عن حُروفِها، حتى في حالةِ تَحَرُّكِها، وكَذلك صِفةُ الخَفاءِ، وبإلحاقِ صِفَتَيِ الخَفاءِ والغُنَّةِ بالصِّفاتِ السَّبعِ التي لا ضِدَّ لها، تَصيرُ تِسْعًا يُضافُ إليها ذَواتُ الأضدادِ العَشَرةِ، فتَصيرُ تِسعَ عَشْرةَ صِفةً، كُلُّها صَحيحةٌ ومَشهورةٌ [268] يُنظر: ((هداية القاري إلى تجويد كلام الباري)) للمرصفي (1/ 91)، ((الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية)) لعبد الرازق بن علي (ص: 23). .

انظر أيضا: