موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الرَّابِعُ: مَذهَبُ ابنِ فارسٍ في النَّحتِ


لقد طبَّق ابنُ فارِسٍ في كتابِه ((مقاييسُ اللُّغةِ)) نظريَّةً اكتشَفَها تتعَلَّقُ بموضوعِ النَّحتِ، مفهومُها: أنَّ جُلَّ الكَلِماتِ التي تزيدُ على ثَلاثةِ أحرُفٍ مَنحوتةٌ من لَفظَينِ ثُلاثيَّينِ.
قال ابنُ فارِسٍ في كتابِه ((مقاييسُ اللُّغةِ)): (اعلَمْ أنَّ للرُّباعيِّ والخُماسيِّ مَذْهَبًا في القياسِ يَستَنبِطُه النَّظَرُ الدَّقيقُ؛ وذلك أنَّ أكثَرَ ما نَراه من كلماتِه مَنحوتٌ، ومَعنى النَّحتِ: أن تُؤخَذَ كلمَتانِ وتُنْحَتَ منهما كَلِمةٌ تَكونُ آخِذةً منهما جَميعًا بَحظٍّ، والأصلُ في ذلك ما ذَكرَ الخَليلُ من قَولهم: حَيعَلَ الرَّجُلُ: إذا قال: حَيَّ على) [216] ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/328، 329). .
كذلك قال ابنُ فارِسٍ في كتابِه ((الصَّاحبي)): (العَربُ تَنَحِتُ من كلمَتَينِ كَلِمةً واحِدةً، وهو جِنسٌ منَ الاختِصارِ، وهذا مَذهَبُنا في الأشياءِ الزَّائِدةِ على ثَلاثةِ أحرُفٍ، فأكثَرُها مَنحوتٌ؛ مِثلُ قَولِ العَربِ للرَّجُلِ الشَّديدِ: (ضِبَطْر)، من: ضَبطَ وضَبرَ) [217] ((الصاحبي)) لابن فارس (ص: 209- 210). .
قام الدُّكتورُ إبراهيم أبو سكين في كتابِه ((فقهُ اللُّغةِ)) باستنتاجِ أنَّ ابنَ فارِسٍ مسبوقٌ في نظريَّتِه؛ وذلك لأنَّه يتحتَّمُ من النَّصِّ الذي قاله في كتابِ ((المقاييس)) أنَّ الخليلَ بنَ أحمَدَ قد سبَقَه في مذهَبِه المذكورِ، وهو يسيرُ على نَهْجِه [218] يُنظر: ((فقه اللغة)) لإبراهيم أبي سكين (ص: 24). .

انظر أيضا: