موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: مَفهومُ مقاييس اللغة وأهمُّ المُصَنَّفاتِ فيها


ونَعني بمَقاييسِ الفُصحى: ما تُقاسُ عليه اللُّغةُ الفُصحى لمَعرِفةِ الفَصيحِ منها والعاميِّ، ومن أيِّ مَصدَرٍ أُخِذَت هذه الفُصحى.
قال ابنُ فارِس في ((مَقاييسِ اللُّغةِ)): (إنَّ لِلُغةِ العَربِ مَقاييسَ صَحيحةً، وأُصولًا تَتَفَرَّعُ منها فُروعٌ، وقد ألَّفَ النَّاسُ في جَوامِعِ اللُّغةِ ما ألَّفوا، ولم يُعرِبوا في شَيءٍ من ذلك عن مِقياسٍ من تلك المَقاييسِ، ولا أصلٍ منَ الأُصولِ، والذي أومَأنا إليه بابٌ منَ العِلمِ جَليلٌ، وله خَطرٌ عَظيمٌ... وبِناءُ الأمرِ في سائِرِ ما ذَكَرناه على كُتُبٍ مُشتَهِرةٍ عاليةٍ، تَحوي أكثَرَ اللُّغةِ؛ فأعلاها وأشرَفُها كِتابُ أبي عَبدِ الرَّحمنِ الخَليلِ بن أحمَدَ، المُسَمَّى ((كِتابَ العَينِ))... ومنها كِتابَا أبي عُبَيدٍ في ((غَريبِ الحَديثِ))، و((مُصَنَّف الغَريبِ))... ومنها ((كِتابُ المَنطِق))... ومنها كِتابُ أبي بَكِّر بنِ دُرَيدٍ المُسَمَّى ((الجَمْهرة))، فهذه الكُتُبُ الخَمسةُ مُعتَمَدُنا فيما استَنبَطْناه من مَقاييسِ اللُّغةِ، وما بَعدَ هذه الكُتُبِ فمَحمولٌ عليها، وراجِعٌ إليها) [126] ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/ 3 - 5). .

انظر أيضا: