موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الخامِسُ: الحُروفُ الخُماسِيَّةُ


وهي حرفٌ واحِدٌ يتكَوَّنُ مِن خمسةِ حُروفِ مَبانٍ، وهو (لَكِنَّ) المشَدَّدةُ، وأصلُها (لاكِنَّ) فحُذِفَت ألِفُها.
وهي حَرفٌ مُشَبَّهٌ بالفِعلِ مِن أخواتِ (إنَّ) تدخُلُ على المبتدَأِ والخبرِ مِثْلَها، فتَنصِبُ الأوَّلَ اسمًا لها، وترفَعُ الثَّانيَ خبرًا لها؛ نَحْوُ: الصَّيفُ حارٌّ لكِنَّ الشِّتاءَ باردٌ، وخالدٌ مجتَهِدٌ لكنَّ أخاه مُهمِلٌ، وقَولِ اللهِ تعالَى: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى [الأنفال: 17] . ولا يصِحُّ استخدامُها في أوَّلِ الجُملةِ.
وتأتي لمعنَيَينِ:
(1) الاستِدراكُ: وَهُوَ أَن تُثبِتَ لِما بَعْدَها حُكمًا مُخالفًا لحُكمِ ما قبلها؛ ولذلك لا بُدَّ أَن يتقَدَّمَها كَلامٌ مُناقِضٌ لِما بَعْدَها؛ نَحْوُ: ما هذا شاعِرًا لكِنَّه كاتِبٌ. أَو ضدٌّ له؛ نَحْوُ: ما هذا أَبيضَ لكِنَّه أسوَدُ [240] ينظر: ((شرح المفصل)) لابن يعيش (1/254)، ((شرح الكافية الشافية)) لابن مالك (1/471)، ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (5/9)، ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 615) .
(2) التوكيدُ: نَحْوُ: لَو جاءَنِي لأكرَمْتُه لكِنَّه لم يجِئْ. فأكَّدَت ما أفادَتْه (لَو) من الامتناعِ.
وقيلَ: هي للتوكيدِ دائِمًا؛ مِثْلُ (إنَّ) ويصحَبُ التوكيدَ معنى الاستدراكِ [241] ينظر: ((التذييل والتكميل)) لأبي حيان (5/9)، ((حاشية الصبان على الأشموني)) (1/359)، ((معاني النحو)) للسامرائي (1/307). .
واختلفوا فيها: هل هي بسيطةٌ أم مُرَكَّبةٌ من (لَكِنْ) و(أَنَّ)؟ قَولانِ [242] ينظر: ((شرح كتاب سيبويه)) للسيرافي (4/260)، ((ارتشاف الضرب)) لأبي حيان (3/1237). .
وقد تُضافُ إليها (ما الكافَّةُ) فتكفُّها عن العَمَلِ، وتُصبِحُ حَرْفَ استدراكٍ لا يَعمَلُ؛ مِثْلُ قَولِ الشَّاعِرِ:
ولكِنَّما أهلي بوادٍ أنيسُه
ذِئابٌ تَبَغَّى النَّاسَ مَثْنَى ومَوْحَدُ [243] يُنظر: ((الجنى الداني)) للمرادي (ص: 619)، ((شرح المفصل)) لابن يعيش (4/524).

انظر أيضا: