موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: أهمِّيَّةُ حُروفِ المعاني


لَمَّا كان الكَلامُ العَربيُّ مُقَسَّمًا إلى الأسماءِ، والأفعالِ، والحُروفِ، وكانت الحُروفُ أكثَرَ دَوْرًا، ومعاني مُعظَمِها أشَدَّ غَورًا، وتركيبُ أكثَرِ الكَلامِ عليها، ورُجوعُه في فوائِدِه إليها [1] يُنظر: ((رصف المباني)) للمالقي (ص: 97). ؛ اقتضى ذلك اعتِناءَ العُلَماءِ بها أشَدَّ الاعتناءِ، فلم يَكْتَفوا بذِكْرِ حُروفِ المعاني في أبوابِها النَّحويَّةِ أو البَلاغيَّةِ فقط، بل ألَّفوا فيها مُؤَلَّفاتٍ خاصَّةً قديمًا وحديثًا، ومِن أشهَرِ هؤلاء: ابنُ جِنِّي، والزَّجَّاجيُّ، والرُّمَّانيُّ، وابنُ هِشامٍ، والمالَقيُّ، والمراديُّ...
ولم يقتَصِرِ الأمرُ على عُلَماءِ اللُّغةِ فقطْ، بل إنَّ مُصَنَّفاتِ أُصولِ الفِقهِ -عند الكَلامِ على الدَّلالةِ اللُّغَويَّةِ- لا يخلو مُعظَمُها من بابِ حُروفِ المعاني؛ وذلك لِما لحَرفِ المعنى من أثَرٍ في الحُكمِ الفِقهيِّ بسبَبِ تأثيرِه في بناءِ المعنى النَّحْويِّ.
وبالنَّظَرِ في تلك المصَنَّفاتِ قديمًا وحديثًا نُدرِكُ أهمِّيَّةَ حُروفِ المعاني في فَهْمِ النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ: قُرآنًا وسُنَّةً، والوقوفِ على مُرادِ أهلِ العِلمِ مِن كَلامِهم، وتقريراتِهم، ونَقْدِهم، واعتراضاتِهم، ورُدودِهم.

انظر أيضا: