موسوعة اللغة العربية

الفَصْلُ الثَّامنُ: خَاتِمةٌ تَشتَمِلُ على عِدَّةِ مُتَفرِّقاتٍ


قد يُستغنَى عن ياءَيِ النَّسَبِ بِصوْغِ المَنْسوبِ إليه على أوْزانِ:
1- فَعَّال: وذلك غالِبٌ في الحِرَفِ، مِثْلُ: نَجَّار وعَطَّار، أيْ: حِرفَتُه النِّجارَةُ والعِطارَةُ.
2- فاعِل: ويُقصَدُ بِه حِينَئذٍ صاحِبُ كذا، مِثْلُ: طاعِمٍ وكاسٍ ولابِنٍ وتامِرٍ، أيْ: ذِي طَعامٍ وكِسوةٍ ولَبَنٍ وتَمْرٍ، ومنه قَولُ الحُطَيْئةِ يَهْجو الزِّبْرِقانَ بنَ بَدْرٍ مِنَ البَسيط:
دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها
واقْعُدْ فَإِنَّكَ أنتَ الطَّاعِمُ الكاسِي
أيْ: ذُو طَعامٍ وكِسوةٍ [1376] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 84). .
3- وَزْنُ (فَعِل): ويُقصَدُ بِه صاحِبُ كذا، مِثْلُ: طَعِمٍ ولَبِنٍ، أيْ: ذِي طَعامٍ ولَبَنٍ، ومنه قولُه مِنَ الرَّجَز:
لستُ بَلِيليٍّ وَلكنِّي نَهِرْ
لا أُدْلِجُ اللَّيلَ وَلكِنْ أَبْتَكِرْ [1377] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 384).
أيْ: نَهارِيٌّ، يعني: عامِلٌ بِالنَّهارِ.
وتُصاغُ على قِلَّةٍ ونُدْرَةٍ على أوْزانِ:
4- مِفْعال: مِثلُ: مِعْطار، أيْ: ذِي عِطْرٍ.
5- ومِفْعِيل، مِثْلُ: مِحْضِير، أيْ: ذِي حُضْرٍ [1378] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 84)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 633، 634). .
وكلُّ ذلك مَردُّهُ السَّماعُ ولا يُقاسُ عليه [1379] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 382). .
بناءُ (فَعْلَل) مِن جُزأَيِ المُضافِ إليه:
هذا البابُ شاذٌّ، يَقْتصِرُ على السَّماعِ في (عَبْد) مُضافًا إلى اسمٍ آخَرَ؛ إذ نَحَتوا مِن حُروفِ المُضافِ والمُضافِ إليه اسمًا على وَزْنِ (فَعْلَل)؛ بِأنْ يُؤخَذَ مِن كِلا الجُزأينِ الفاءُ والعَينُ، فإنْ كانتْ عَينُ الجُزءِ الثَّاني مُعتَلَّةً أكْمَلوا البِناءَ بِلامِه، مِثْلُ:
عَبْدِ القَيسِ، وعَبْدِ الدَّارِ، وعَبْدِ شَمْسٍ: قالوا في النَّسَبِ إليها: (عَبْقَسِيٌّ، وعَبْدَرِيٌّ، وعَبْشَمِيٌّ)، ونُلاحِظُ أنَّ العَينَ في (القَيسِ والدَّارِ) مُعتَلَّةٌ، فأكْمَلوا البِناءَ بِاللَّامِ (السِّينِ والرَّاءِ).
جاء منه فقطْ: (حَضْرَميٌّ، وتَيْمُلِيٌّ، وعَبْدَرِيٌّ ومَرْقَسِيٌّ وعَبْقَسِيٌّ وعَبْشَمِيٌّ) في النَّسَبِ إلى (حَضْرَمَوت، وتَيْمِ اللَّات، وعَبْدِ الدَّارِ، وامرِئِ القَيسِ، وعَبْدِ القَيسِ، وعَبْدِ شَمْسٍ) [1380] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 76). ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 603). .
مِن طَرائِفِ النَّسَبِ: كثيرًا ما نَسمَعُ ممَّنْ تَقدَّمتْ بِه السِّنُّ قولَه: كُنتُ كذا وكُنتُ كذا، ذِكْرًا لِما كان عليه في قُوَّتِه وشَبابِه، فنَسَبوا ذلك الشَّخصَ إلى (كُنتُ)، فقِياسُه (كُونِيٌّ)، بِحذْفِ تاءِ الفاعِلِ وردِّ عَينِ الفِعلِ (الواوِ)، وقالوا: (كُنْتِيٌّ) بالنَّسَبِ على لفْظِه، و(كُنْتُنِيٌّ) بِزِيادةِ نونِ الوِقايةِ [1381] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (2/ 77). .
ما تُردُّ لامُه وأصْلُ عَينِه السُّكونُ، مِثْلُ: غَدٍ وحِرٍ ودَمٍ أصْلُها: غَدْو وحِرْح ودَمْيٌ:
فسِيبَوَيهِ: يُبقِي العَينَ مَفْتوحةً؛ يقولُ: (دمَوِيٌّ، ويدَوِيٌّ، وغدَوِيٌّ، وحِرَحِيٌّ) [1382] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 358، 359). .
الأخْفَشُ: يُسكِّنُ العَينَ رَدًّا إلى الأصْلِ.
إلَّا إنْ كان مُضعَّفًا فتُردُّ العَينُ إلى السُّكونِ اتِّفاقًا، مِثْلُ: (رُبَ) مُخفَّفِ (رُبَّ)، تقولُ: رُبِّيٌّ، اتِّفاقًا.

انظر أيضا: