موسوعة اللغة العربية

المَبْحَثُ الثَّالِثُ: شُروطُ الاسمِ الَّذي يَصِحُّ تَصغيرُه


1- أنْ يكونَ اسمًا، فلا يُصغَّرُ الفِعلُ ولا الحرْفُ؛ لأنَّ الأسماءَ تُوصَفُ بِما يُعَظَّمُ ويُحَقَّرُ، وليس الفِعلُ والحرْفُ كذلك، وشذَّ عِندَ البَصْرِيِّينَ: ما أُحَيْسِنَه! [1258] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 478). ومِنه قولُه مِنَ البَسيط:
يا ما أُمَيْلِحَ غِزلانًا شَدَنَّ لنا
مِن هَؤُليَّائِكُنَّ الضَّالِ والسَّمُرِ [1259] يُنظر: ((شرح الشافية)) للرضي الإستراباذي (1/ 190)، وشدنَّ: قَوِينَ واستغنَينَ عن أمَّهاتهِنَّ، والضَّالُّ والسَّمُر: نوعان من النباتِ، وهو في البيتِ يتعجَّبُ من حُسنِ وجمالِ النِّسوةِ الصِّغارِ مُشَبِّهًا إياهنَّ بالغِزلانِ الصِّغارِ، وقد استغنينَ عن أمَّهاتهنَّ بأكلِ الضَّالِّ والسَّمُرِ من النباتِ. ينظر: ((شرح الشواهد الكبرى)) للعيني (1/ 380، 381).
2- ألَّا يكونَ مُتوغِّلًا في الشَّبَهِ بالحرْفِ (أنْ يكونَ مُتمكِّنًا في بابِ الاسْميَّةِ)، فلا تُصغَّرُ الضَّمائرُ ولا (أين، ومتى، وكيف، ومَن) ونحوُها، وتَصغيرُهم لِبعضِ المَوصولاتِ وأسْماءِ الإشارَةِ -كما سيأتي- إنَّما هو شاذٌّ.
3- أنْ يكونَ خالِيًا مِن صِيغِ التَّصغيرِ وشِبْهِها، فلا يُصغَّرُ اسمٌ هو على صِيغةِ التَّصغيرِ، مِثْلُ: كُمَيْت، أو على صِيغةٍ تُشبِهُ صِيغةَ التَّصغيرِ، مِثْلُ: مُبَيْطِر.
4- أنْ يكونَ قابِلًا لصِيغةِ التَّصغيرِ، فلا تُصغَّرُ الأسْماءُ المُعَظَّمةُ شَرْعًا؛ كلَفْظِ الجَلالَةِ، وأسْماءِ المَلائِكةِ والرُّسُلِ والأنْبياءِ، ولا مِثْلُ: كَبِير وجَسِيم وعَظِيم، ولا تُصغَّرُ جُمُوعُ الكَثْرَةِ؛ حتَّى لا نَجمَعَ بينَ نَقيضَينِ [1260] يُنظر: ((شرح التصريح على التوضيح)) للأزهري (2/ 559). ، ولا تُصغَّرُ كُلٌّ وبَعضٌ، وغَيرُ، وسِوى، والبارِحة، وغَدٌ، ولا تُصغَّرُ أسْماءُ شُهورِ السَّنَةِ، ولا أسْماءُ أيَّامِ الأُسبوعِ على قَولِ سِيبَوَيهِ [1261] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 480). ، ولا تُصغَّرُ الأسْماءُ الَّتي تَعملُ عَملَ الفِعلِ على رأيِ الجُمْهورِ [1262] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 480)، ((الارتشاف)) لأبي حيان (1/ 352). [1263] يُنظر: ((شرح التصريح)) للأزهري (2/ 559، 560). .

انظر أيضا: