الموسوعة العقدية

 الغَيْظُ

صِفةٌ فعليَّةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ بالسُّنَّةِ الصَّحيحةِ.
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
حَديثُ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((أَغيظُ رَجُلٍ على اللهِ يومَ القيامةِ، وأَخبثُه وأغيظُه عليه: رَجُلٌ كان يُسمَّى مَلِكَ الأَملاكِ؛ لا مَلِكَ إلَّا اللهُ )) [2631] أخرجه مسلم (2143). .
والغيظُ: شِدَّةُ الغَضبِ، وهو مُفسَّرٌ في روايةٍ أُخْرى: (اشتدَّ غَضبُ اللهِ على رَجُلٍ تَسمَّى بمَلِكِ الأَملاكِ؛ لا مُلْكَ إلَّا للهِ عزَّ وجلَّ) [2632] أخرجه أحمد (10384)، والحاكم (7724) واللفظ لهما، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (1/372) من حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه الحاكمُ وقال: على شرط الشيخينِ، والألباني في ((صحيح الجامع)) (988)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (10384). .
وقال ابنُ سِيدَه: (فَصَلَ قومٌ من أهلِ اللُّغةِ بينَ الغَيْظِ والغَضَبِ، فقالوا: الغَيظُ أشدُّ مِن الغَضَبِ) [2633] يُنظر: ((المخصَّص)) (4/78). .
وقال ابنُ القيِّمِ: (هذا مَقتُ اللهِ وغَضَبُه على مَن تَشبَّه به في الاسمِ الذي لا يَنبغي إلَّا له) [2634] يُنظر: ((الجواب الكافي)) (138). .
قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ حَسن آل الشَّيخِ: ( ((أغيظُ)) مِن الغيظِ، وهو مِثلُ الغَضبِ والبُغض؛ فيكون بغيضًا إلى اللهِ، مَغضوبًا عليه، وهذا مِن الصِّفاتِ التي تُمَرُّ كما جاءتْ، من غيرِ تحريفٍ ولا تأويلٍ، ولا تَشبيهٍ ولا تمثيلٍ. واللهُ أعلمُ) [2635] يُنظر: ((قرة عيون الموحِّدين)) (213)، ((فتح المجيد)) (713). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (قَولُه: ((أغيظُ)): فيه إثباتُ الغَيظِ للهِ عزَّ وجلَّ؛ فهي صِفةٌ تَليقُ باللهِ عزَّ وجلَّ، كغيرِها من الصِّفاتِ، والظَّاهرُ أنَّها أشدُّ من الغَضَبِ) [2636] يُنظر: ((القول المفيد)) (3/12). .

انظر أيضا: