الموسوعة العقدية

 العَمْرُ (بمَعْنى الحَياةِ والبَقاءِ)

صِفةٌ ذاتيَّةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ بالحديثِ الصَّحيحِ.
ففِي حديثِ الإفكِ: ((قال سعدُ بنُ مُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنه: يا رسولَ اللهِ، أنَا واللهِ أَعذِركُ منه، إنْ كانَ مِنَ الأوسِ ضَربْنا عُنقَه، وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخزرجِ أمَرْتَنا، ففَعَلْنا فيه أمرَكَ، فقال سعدُ بنُ عُبادَةَ رَضِيَ اللهُ عنه: كذَبْتَ لعَمْرُ اللهِ؛ لا تَقْتُلُه، ولا تَقدِرُ على ذلِك! فقام أُسَيدُ بنُ الحُضَيرِ رَضِيَ اللهُ عنه، فقالَ: كذَبتَ لعَمرُ اللهِ؛ لنَقتُلَنَّه ...)) [2555] أخرجه البخاري (2661)، ومسلم (2770). .
قال القاضي عِياضٌ: (وقَولُه: ((لَعَمْرُ اللهِ)) أي: بَقاءُ اللهِ) [2556] يُنظر: ((مشارق الأنوار)) (2/87). .
وقال البيهقيُّ: (فحَلَفَ كُلُّ واحدٍ منهما بحياةِ اللهِ وببقائِه، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَسمعُ) [2557] يُنظر: ((الاعتقاد)) (ص: 83)، وبنحوه قال في ((الأسماء والصفات)) (1/194). .
وقال ابنُ تَيميَّةَ: (معلومٌ أنَّ الْحَلِفَ بصِفاتِه كالحَلِفِ به، كَما لو قال: وعِزَّةِ اللهِ تعالى، أو: لعَمْرُ اللهِ، أو: والقُرآنِ العظيمِ؛ فإنَّه قد ثبَت جوازُ الحلِفِ بهذه الصِّفاتِ ونَحوِها عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةِ، ولأنَّ الحلِفَ بصِفاتِه كالاستعاذةِ بها) [2558] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (35/273). .
وقال أيضًا: (قد ثَبَت في الصَّحيحِ الحَلِفُ بعِزَّةِ اللهِ، ولَعَمْرُ اللهِ، ونحوِ ذلك ممَّا اتَّفَق المسلِمونَ على أنَّه ليس من الحَلِفِ بغيرِ اللهِ الذي نُهِيَ عنه) [2559] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (1/ 112). .
وقال ابنُ حَجرٍ: (العَمْرُ -بفَتحِ العينِ المُهمَلةِ-: هو البَقاءُ، وهو العُمرُ، بضمِّها، لكِنْ لا يُستعمَلُ في القَسَمِ إلَّا بالفتحِ) [2560] يُنظر: ((فتح الباري)) (8/472). .
وقال أيضًا: (قَولُه -أي: البُّخاريِّ- بابُ قولِ الرَّجُلِ: لَعَمْرُ اللهِ أي: هَلْ يَكونُ يَمِينًا؟ وهو مَبْنِيٌّ على تَفسيرِ لَعَمْرُ... وقال أبو القاسِمِ الزَّجَّاجُ: العَمْرُ: الحياةُ، فمَن قال: لَعَمْرُ اللهِ، كأنَّه حَلَف بِبَقاءِ اللهِ، واللامُ للتَّوكيدِ، والخبرُ محذوفٌ، أيْ: ما أُقسِمُ به، ومِن ثَمَّ قال المالكيَّةُ والحنفيَّةُ: تَنعقِدُ بِها اليَمِينُ؛ لأنَّ بَقاءَ اللهِ مِنْ صِفَةِ ذَاتِه) [2561] يُنظر: ((المصدر السابق)) (11/547). .
وقال ابنُ باز: (لَعَمْرُ اللهِ: ... حياةُ اللهِ، وهو مِن بابِ التأكيدِ لا من بابِ الأيمانِ؛ ولهذا يجوزُ: لَعَمْرِي، لَعَمْرُ فلانٍ، فليسَت أيمانًا) [2562] يُنظر: ((الحلل الإبريزية)) (4/ 301). .

انظر أيضا: