الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّاني: إطلاقُ العِبادةِ بحَسَبِ الاسميَّةِ والمَصدريَّةِ

العِبادةُ باعتِبارِها مَصدْرًا تعني: التعَبُّدَ، وهو فِعلُ العابِدِ، وهو: التذَلُّلُ للهِ محَبَّةً وتعظيمًا، بفِعلِ أوامِرِه واجتِنابِ نواهيه، على الوَجهِ الذي جاءت به شَرائِعُه.
والعِبادةُ باعتبارِها اسمًا، تعني: المتعبَّدَ به، وذلك اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ ما يُحِبُّه اللهُ ويَرْضاه مِنَ الأقوالِ والأعمالِ؛ الظَّاهِرةِ والباطِنةِ [811] يُنظر: ((عمدة الحفاظ)) للسمين الحلبي (3/20 - 22)، ((القول المفيد)) لابن عثيمين (1/14). .
قال ابنُ عثيمين: (العِبادةُ تُطلَقُ على معنَيَينِ:
المعنى الأوَّلُ: التعَبُّدُ، يعني فِعلَ العَبدِ، فيُقالُ: تعَبَّدَ لله عِبادةً.
والثَّاني: المتعَبَّدُ به، وهذا المعنى قال عنه شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّةَ رحمه اللهُ: إنَّه: اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ ما يُحِبُّه اللهُ ويَرْضاه مِنَ الأقوالِ والأعمالِ؛ الظَّاهِرةِ والباطِنةِ؛ فهي اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ شَيءٍ؛ فالصَّلاةُ عِبادةٌ، والصَّدَقةُ عِبادةٌ، والصَّومُ عِبادةٌ، والحَجُّ عِبادةٌ، والأمرُ بالمعروفِ عِبادةٌ، والنَّهيُ عن المنكَرِ عِبادةٌ، وكُلُّ ما يُقَرِّبُ إلى اللهِ مِن قَولٍ أو فِعلٍ، فإنَّه عِبادةٌ) [812] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين - الحجرات والحديد)) (ص: 168). .

انظر أيضا: