الموسوعة العقدية

المطلبُ الخامِسُ: إسداءُ النُّصحِ له

العالِمُ كغَيْرِه من النَّاسِ له حَقُّ النُّصحِ إذا أخطَأَ.
عن تميمِ بنِ أَوسٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الدِّينُ النَّصيحةُ )) قُلْنا: لِمَن يا رَسولَ اللهِ؟ قال: ((للهِ ولكِتابِه ولرَسولِه ولأئِمَّةِ المُسلِمين وعامَّتِهم )) .
وينبغي مُراعاةُ الإخلاصِ للهِ تعالى في هذه النَّصيحةِ، وأن يكونَ القَصْدُ منها الإصلاحَ وإظهارَ الحَقِّ.
قال الشَّافعيُّ: (ما ناظَرْتُ أحدًا فأحبَبْتُ أن يُخطِئَ، وما ناظَرْتُ أحدًا إلَّا ولم أبالِ بَيَّنَ اللهُ الحقَّ على لساني أو على لِسانِهـ) .
ويراعى الابتِعادُ عمَّا يجعَلُ المنصوحَ مُعانِدًا مُصِرًّا على الباطِلِ، وأن يكونَ النُّصحُ متركِّزًا على المسألةِ المخالِفةِ لا على قائِلِها، كما في حديثِ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما بالُ أقوامٍ يَشتَرِطون شُروطًا ليست في كتابِ اللهِ ؟)) .

انظر أيضا:

  1. (1) أخرجه مسلم (55).
  2. (2) يُنظر: ((مناقب الشافعي)) للبيهقي (1/ 173).
  3. (3) رواه البخاري (2735)، ومسلم (1504) مطولًا.