الموسوعة العقدية

الفَرعُ الأولُ: سَعةُ جَهَنَّم

عَن مُجاهِدٍ أنَّ عَبدَ اللهِ بنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهما قال: أتدَري ما سَعةُ جَهَنَّم؟ قُلتُ: لا، قال: أجَلْ، واللهِ ما تَدري، إنَّ بينَ شَحمةِ أُذُنِ أحَدِهم وبينَ عاتِقِه مَسيرةَ سَبعينَ خَريفًا تَجري فيها أوِدِيَةُ القَيحِ والدَّمِ، قُلْتُ: أنهارًا؟ قال: لا، بَل أُودية، ثُمَّ قال: أتدرُونَ ما سَعةُ جَهَنَّمَ؟ قُلتُ: لا، قال: أجَلْ، واللهِ ما تَدري، حَدَّثَتْني عائِشةُ أنَّها سَألَت رَسولَ اللهِ صَلى الله عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ عَن قَولِه: وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ فأينَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ يا رَسولَ اللَّه؟ قال: ((هم على جِسْرِ جَهَنَّمَ )) [5008] أخرجه الترمذي (3241)، وأحمد (24856) واللَّفظُ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11453). صحَّحه الترمذي، وابن الملقن في ((شرح البخاري)) (19/178)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (599)، وصحَّح إسنادَه الحاكم (3630)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3684)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (3241)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (24856). .
استَدَلَّ عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهما بسَعةِ جَهَنَّم بحَديثِ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنها المُتقَدَّمِ ذِكرُه، ومُرادُه أنَّ النَّاسَ جَميعًا يَجتَمِعُونَ على الصِّراطِ المَمدُودِ على مَتْنِ جَهَنَّمَ، وهذا فيه دَلالةٌ على سَعةِ النَّارِ العَظيمةِ. واللهُ أعلَمُ.
وعن عَبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((يؤتَى بجهنَّمَ يومَئذٍ لها سبعونَ ألفَ زِمامٍ، مع كلِّ زمامٍ سبعونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها )) [5009] أخرجه مسلم (2842) مرفوعًا. وأخرجه الترمذي في ((السنن)) (2573) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (34117) وغيرهما، موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه، وقال الدراقطني: (الموقوف أصح عندي، وإن كان مسلم قد أخرج حديث عمر بن حفص في الصحيح). ((العلل)) (732). وقال أيضا: (رفعه وهم، رواه الثوري، ومروان، وغيرهما، عن العلاء بن خالد، موقوفا) ((التتبع)) (93) .

انظر أيضا: