الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الرَّابِعُ: العَلاقةُ بين العَقيدةِ والإيمانِ والتَّوحيدِ

العَقيدةُ والإيمانُ والتَّوحيدُ: هي في الجُملةِ ألفاظٌ مُتقارِبةٌ عند أهل السُّنَّةِ، إلَّا أنَّهم قد يَذكُرون مَسائِلَ في كتُبِ العقائِدِ لا يَذكُرونَها في كُتُبِ التَّوحيدِ، وقد يحدُثُ العَكسُ، وكذلك الإيمانُ.
وقد يُفرَّقُ بين علمِ العَقيدةِ والتَّوحيدِ اصطِلاحًا باعتبارِ أنَّ عِلمَ التَّوحيدِ يُعنى بإثباتِ العَقيدةِ الصَّحيحةِ بأدلَّتِها الثَّابتةِ، وأنَّ عِلمَ العَقيدةِ يُعنى مع ذلك بردِّ الشُّبُهاتِ ومناقَشةِ الدِّيانات والفِرَق المخالِفةِ، فعليه تكونُ العَقيدة أعمَّ موضوعًا من التَّوحيدِ [11] يُنظر: ((علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة)) لمحمد يسري (ص: 129). . وقيل: العَقيدةُ أعمُّ، والتَّوحيدُ أخصُّ، فعلمُ التَّوحيدِ معناه: الإيمانُ بتفرُّدِ الرَّبِّ في رُبوبيَّتِه وإلهيَّتِه وأسمائِه وصِفاتِه، فيرجعُ عِلمُ التَّوحيدِ إلى الإيمانِ باللهِ، وأمَّا العَقيدةُ فتتعلَّقُ بالإيمانِ باللهِ ومَلائِكتِه وكُتُبهِ ورُسُلهِ واليَومِ الآخِرِ وبالقَدَرِ، وعلى ذلك فالعَقيدةُ تَشمَلُ كِلا الأمرَينِ؛ التَّوحيدَ والإيمانَ، فهي أعمُّ منهما [12] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (6/217). .
أمَّا الفَرقُ بيْن التَّوحيدِ والإيمانِ؛ فالتَّوحيدُ هو: "إفرادُ اللهِ عزَّ وجلَّ بما يختصُّ به ويجِبُ له". والإيمانُ هو:"التَّصديقُ المتضمِّنُ للقَبولِ والإذعانِ"، وبينهما عمومٌ وخُصوصٌ؛ فكلُّ موحِّدٍ مؤمِنٌ، وكُلُّ مؤمِنٍ مُوحِّدٌ بالمعنى العامِّ، ولكِنْ أحيانًا يكونُ التَّوحيدُ أخصَّ من الإيمانِ، وأحيانًا يكونُ الإيمان أخَصَّ من التَّوحيدِ [13] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن عثيمين)) (1/26). .

انظر أيضا: