الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الثَّالِثَ عَشَرَ: من نَتائِجِ الالتزامِ بمَنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في تقريرِ مَسائِلِ الاعتِقادِ: اجتماعُ محاسِنِ الفِرَقِ الأُخرى لأهلِ السُّنَّةِ خالِصةً من كلِّ كَدَرٍ

الالتزامُ بمَنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ يَجمَعُ لأهلِ السُّنَّةِ ما عند الفِرَقِ الأخرى من الحَقِّ، مع نَبْذِ أباطيلِهم؛ لأنَّ ما عِندَ الفِرَقِ المخالِفةِ للحَقِّ شُبَهٌ، والشُّبهةُ ما أشبَهَت الحقَّ من وجهٍ؛ ولهذا تَشتَبِهُ على النَّاسِ، فأهلُ السُّنَّةِ يأخُذونَ بالوَجْهِ الحقِّ، ويَدَعونَ الوَجْهَ الباطِلَ، وسببُ هذا التَّوفيقِ هو استِدلالُهم بجميعِ النُّصوصِ مِن غَيرِ توهُّمِ تعارُضٍ بينها، أو بينها وبين العَقلِ الصَّحيحِ الصَّريحِ، أمَّا أهلُ الفِرَقِ الأُخرى فقد ضَرَبوا النُّصوصَ بَعْضَها ببَعْضٍ، أو عارَضوها بآرائِهم وأقيسَتِهم الفاسِدةِ، فآمَنوا ببَعضِ الكِتِاب وكَفَروا ببعضٍ، وأهلُ السُّنَّة آمَنوا بالكِتابِ كُلِّه، وأقاموه عِلمًا وعَمَلًا.

انظر أيضا: