الموسوعة العقدية

الفَرعُ الأوَّلُ: الآثارُ الإيمانيَّةُ لصِفةِ الفَرَحِ

عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((للَّهُ أفْرَحُ بتَوبَةِ عَبْدِه مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبه مَهلَكةٌ، ومعهُ راحِلَتُه، عليها طَعامُه وشَرابُه، فَوَضَعَ رَأْسَه فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُه، حتَّى اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَه، فإذا راحِلَتُه عِنْدَه )) [3650] أخرجه البخاري (6308) واللَّفْظُ له، ومسلم (2744) .
فمن كَمالِ رحمتِه جَلَّ وعلا ورأفتِه بعِبادِه: أنَّه يحِبُّ رُجوعَ العاصي إليه مَحَبَّةً عظيمةً، ويفرَحُ بتوبتِه فَرَحًا عظيمًا [3651] يُنظر: ((شرح حديث أبي بكر الصديق)) لابن تيمية (ص: 53). .
ومن عَلِم أنَّ اللهَ يفرَحُ بتوبتِه هذا الفَرَحَ الذي لا نظيرَ له؛ لا شَكَّ أنَّه سوف يحرِصُ غايةَ الحِرصِ على التَّوبةِ [3652] يُنظر: ((شرح العقيدة الواسطية)) لابن عثيمين (2/ 21). .

انظر أيضا: