- الـمعيَّة التشكيل
يعتقد أهلُ الحقِّ، أهلُ السُّنَّة والجماعة أنَّ الله معنا على الحقيقة، وأنه فوق سماواته، مستوٍ على عرشه، بائنٌ من خلقه، وهذه المَعِيَّةُ ثابتةٌ بالكتاب والسُّنَّة.
· الدليل من الكتاب:
1- قوله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [الحديد: 4].
2- و قوله: وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [المجادلة: 7].
· الدليل من السُّنَّة:
1- حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة؛ فلا يبصق قِبَل وجهه؛ فإنَّ الله قِبَل وجهه)) رواه البخاري (406)، ومسلم(547). .
2- الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني...)) رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675). .
وانظر: صفة (القُرْب).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (فصل: وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله الإيمان بما أخبر الله به في كتابه، وتواتر عن رسوله، وأجمع عليه سلف الأمة؛ من أنه سبحانه فوق سماواته على عرشه، عليٌّ على خلقه، وهو سبحانه معهم أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون)، ثم بعد أن أورد بعض الآيات؛ قال: (وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حقٌّ على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة) ((العقيدة الواسطية)) (ص 193). .
قال الشيخ ابن عثيمين في بيان سبب كتابه (تعقيب مَعِيَّة الله على خلقه): (... ولبيان معنى هذه الصفة العظيمة التي وصف الله بها نفسه في عدة آيات من القرآن، ووصفه بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم).
وهذه الرسالة من أفضل ما قرأت في توضيح معنى الـمَعِيَّة؛ فلتراجع، وقد طبعها الشيخ رحمه الله في آخر كتابه القيم: (القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى).