موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال أبو بكرٍ: (فاز بالمروءةِ من امتطى التَّغافُلَ، وهان على القُرَناءِ من عُرِف باللَّجاجِ) .
- وقال مُعاويةُ: (أُحِبُّ للسَّيِّدِ أن يكونَ عاقِلًا مُتغافِلًا) .
- وعن بعضِ السَّلَفِ: (تِسعةُ أعشارِ حُسنِ الخُلُقِ في التَّغافُلِ) .
- وقال جَعفَرُ بنُ محمَّدٍ الصَّادِقُ: (عَظِّموا أقدارَكم بالتَّغافُلِ)
- وقد جمعَ محمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ صلاحَ شأنِ الدُّنيا بحذافيرِها في كَلِمَتينِ، فقال: (صلاحُ شأنِ جميعِ التَّعايُشِ والتَّعاشُرِ مِلءُ مِكيالٍ: ثُلُثاه فِطنةٌ، وثُلُثُه تغافُلٌ)، فلم يجعَلْ لغَيرِ الفِطنةِ نصيبًا من الخيرِ، ولا حَظًّا في الصَّلاحِ؛ لأنَّ الإنسانَ لا يتغافَلُ إلَّا عن شيءٍ قد فَطِن له وعَرَفه .
-وقال عُمَرُ بنُ عُثمانَ المكِّيُّ: (المروءةُ التَّغافُلُ عن زَلَلِ الإخوانِ) .
- وقال بعضُ الحُكَماءِ: وجَدْتُ أكثَرَ أمورِ الدُّنيا لا تجوزُ إلَّا بالتَّغافُلِ .
- وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (مَن شدَّد نَفَّر، ومَن تراخى تألَّف، والشَّرَفُ في التَّغافُلِ) .
وقال أيضًا: (الكرَمُ حُسنُ الفِطنةِ وحُسنُ التَّغافُلِ، واللُّؤمُ سُوءُ الفِطنةِ وسُوءُ التَّغافُلِ) .
- وقال الأعمَشُ: (جوابُ الأحمقِ السُّكوتُ عنه، والتَّغافُلُ يُطفِئُ شَرًّا كثيرًا، ورِضا المتجَنِّي غايةٌ لا تُدرَكُ، واستِعطافُ المحِبِّ عونٌ للظَّفَرِ، ومن غَضِب على ما لا يقدِرُ عليه طال حُزنُهـ) .
- وقال شَبيبُ بنُ شَيبةَ الأديبُ: (العاقِلُ هو الفَطِنُ المتغافِلُ) .
- وقال الشَّافعيُّ: (اللَّبيبُ العاقِلُ هو الفَطِنُ المتغافِلُ) .
- وقال أحمدُ بنُ حَنبَلٍ: (العافيةُ عَشرةُ أجزاءٍ كُلُّها في التَّغافُلِ) .
- وقال سفيانُ: (ما زال التَّغافُلُ مِن فِعلِ الكرامِ) .
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (ما رأيتُ حكيمًا إلَّا وتغافلُه أكثَرُ من فِطنتِهـ) .
- وقيل لبُزُرْجُمِهْرَ: من أكمَلُ النَّاسِ؟ قال: من لم يجعَلْ سَمعَه غَرَضًا للفَحشاءِ، وكان الأغلَبُ عليه التَّغافُلَ .
-وقال الغزاليُّ -في شرحِ اسمِ الغَفَّارِ-: (ولا ينفَكُّ مخلوقٌ عن كمالٍ ونَقصٍ، وعن قُبحٍ وحُسنٍ، فمن تغافَل عن المقابحِ وذكَرَ المحاسِنَ، فهو ذو نصيبٍ من هذا الوَصفِ) .
- وقال ابنُ عَقيلٍ الحَنبليُّ: (تغافلْ عن هفَواتِ النَّاسِ؛ فذلك داعيةٌ لدوامِ العِشرةِ، وسلامةِ الوُدِّ، وإذا كرِهْتَ من غيرِك خُلُقًا فلا تأتِه، وإذا حمِدْتَه فتخَلَّقْ بهـ) .
- وقال أبو الحسَنِ الحراليُّ: (ينظُرُ المنافِقُ إلى ما يَستسقِطُ به فضائِلَ أهلِ الفَضلِ، ويتعامى عن محاسِنِهم! والمؤمِنُ الصَّادِقُ يتغافَلُ عن مساوئِ أهلِ المساوئِ، فكيف بمعايبِ أهلِ المحاسِنِ؟!) .
- وقال عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ: (من تغافل عن عُيوبِ النَّاسِ، وأمسَك لِسانَه عن تتبُّعِ أحوالِهم التي لا يحبُّون إظهارَها؛ سَلِم دينُه وعِرْضُه، وألقى اللهُ محبَّتَه في قلوبِ العبادِ، وسَتَر اللهُ عورتَه؛ فإنَّ الجزاءَ من جِنسِ العَمَلِ، وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيدِ) .
- وقال بعضُهم: (من انتَقَم فقد شَفى غيظَ نَفسِه، وأخذ أقصى حَقِّه، وإذا انتقَمْتَ فقد انتصَفْتَ، وإذا عفَوتَ فقد تطوَّلتَ، ومن أخذ حَقَّه وشفى غيظَه، لم يجِبْ شُكرُه، ولم يُذكَرْ في العالَمينَ فَضلُه. وكَظمُ الغَيظِ حِلمٌ، والحِلمُ صَبرٌ، والتَّشَفِّي طَرَفٌ من العَجزِ، ومَن رَضِيَ ألَّا يكونَ بَينَ حالِه وبَينَ حالِ الظَّالمِ إلَّا سِترٌ رقيقٌ، وحجابٌ ضعيفٌ؛ فلم يجزِمْ في تفضيلِ الحِلمِ، وفي الاستيثاقِ مِن تَركِ دواعي الظُّلمِ. ولم تَرَ أهلَ النُّهى والمنسوبينَ إلى الحِجا والتُّقى مَدَحوا الحُلَماءَ بشِدَّةِ العقابِ، وقد ذكَروهم بحُسنِ الصَّفحِ، وبكَثرةِ الاغتفارِ، وشِدَّةِ التَّغافُلِ) .

انظر أيضا:

  1. (1) ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (2/ 233).
  2. (2) ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 327).
  3. (3)   ((تفاصيل الجمل شرح لامية ابن الوردي)) لعبد العزيز بن علي الحربي (ص: 69).
  4. (4) يُنظر: ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان (7/ 241).
  5. (5) ((البيان والتبين)) للجاحظ (1/ 88).
  6. (6) ((صفة الصفوة)) لابن الجوزي (1/531).
  7. (7) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 180).
  8. (8) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 180)
  9. (9) ((البيان والتبين)) للجاحظ (2/ 46).
  10. (10) ((شعب الإيمان)) للبيهقي (11/ 28، 29).
  11. (11) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص:180).
  12. (12) ((المعجم)) لابن المقرئ (ص: 51).
  13. (13) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/17).
  14. (14) ((روح المعاني)) للألوسي (14/345).
  15. (15) ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (3/ 449).
  16. (16) ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (3/ 449).
  17. (17) ((المقصد الأسنى)) لأبي حامد الغزالي (ص: 81).
  18. (18) يُنظر: ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) لابن مفلح (3/ 586).
  19. (19) يُنظر: ((نظم الدرر في تناسب الآيات والسور)) للبقاعي (8/ 538)، ((تراث أبي الحسن الحرالي)) (ص: 139).
  20. (20) ((الفواكه الشهية)) (ص: 111-112).
  21. (21) ((البيان والتبين)) للجاحظ (2/ 76).