موسوعة الأخلاق والسلوك

عاشِرًا: أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ التَّضْحيةِ


1- الاعتقادُ أنَّ أجرَ التَّضحيةِ يَزيدُ بزيادةِ قيمةِ المُضَحَّى به؛ فلو ضحَّى رجُلٌ بمالٍ أكثَرَ في سبيلِ اللهِ فأجْرُه أكبَرُ ممَّن ضَحَّى بمبلغٍ أصغَرَ، وهذا خطَأٌ، وإنَّما يكونُ الأجرُ بحَسَبِ ما يُنفِقُه الإنسانُ في مقابِلِ ما يملِكُه، كما أخبر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((سَبَق دِرهَمٌ مائةَ ألفِ دِرهَمٍ! قالوا: وكيف؟ قال: كان لرَجُلٍ دِرهمانِ تصَدَّقَ بأحَدِهما، وانطَلَق رجُلٌ إلى عُرْضِ مالِه، فأخذ منه مائةَ ألفِ دِرهَمٍ فتصَدَّقَ بها)) [1725] أخرجه النسائي (2527) واللَّفظ له، وأحمد (8929). صحَّحه ابنُ خُزيمة في ((الصحيح)) (2443)، وابن حبان في ((صحيحه)) (3347)، والحاكم في ((المستدرك)) (1519) وقال: (على شرط مسلم)، وابن حزم في ((المحلى)) (9/139). .
إنَّ الشَّيطانَ يقعُدُ (للقليلِ المالِ في طريقِ الإنفاقِ، فيُزَهِّدُه فيه، ومِن مداخِلِه عليه أنَّه يُحَقِّرُ له ما يُنفِقُه من قليلٍ بأنَّه لا غَناءَ فيه، فيَقبِضُ يَدَه عن الصَّدقةِ بذلك القليلِ الذي يستطيعُه، فيفوتُه أجرٌ كبيرٌ، فبَصَّرَنا نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم بالحقيقةِ، وبَيَّن لنا أنَّ ذلك القليلَ بالنِّسبةِ لمالِ صاحِبِه هو كثيرٌ، حتَّى إنَّه يسبِقُ كثيرَ غيرِه من أهلِ المالِ العظيمِ؛ ليُشارِكَ فقيرُنا غنيَّنا بقليلِه، فيكونَ من السَّابقينَ إلى الأجرِ الكثيرِ) [1726] ((مجالس التذكير من حديث البشير النذير)) (ص: 128). .
2- من الخَطَأِ قَصرُ التَّضحيةِ على التَّضحيةِ بالنَّفسِ؛ فالتَّضحيةُ قد تكونُ بالنَّفسِ، وقد تكونُ بالمالِ، وقد تكونُ بالوقتِ، وقد تكونُ بالرَّاحةِ، إلى غيرِ ذلك، كما تقدَّم.

انظر أيضا: