موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال ابنُ دُرَيدٍ: أنشَدَني أبو حاتِمٍ السِّجِستانيُّ:
إذا اشتَمَلَت على اليأسِ القُلوبُ
وضاقَ لِما به الصَّدرُ الرَّحيبُ
وأوطَأتِ المَكارِهُ واطمَأنَّت
وأرسَت في أماكِنِها الخُطوبُ
ولم تَرَ لانكِشافِ الضُّرِّ وجهًا
ولا أغنى بحيلتِه الأريبُ
أتاك على قُنوطٍ مِنك غَوثٌ
يمُنُّ به اللَّطيفُ المُستَجيبُ
وكُلُّ الحادِثاتِ إذا تَناهَت
فمَوصولٌ بها الفرَجُ القَريبُ
2- وقال آخَرُ:
ولرُبَّ نازِلةٍ يَضيقُ بها الفتى
ذَرعًا وعِندَ اللهِمنها المخرَجُ
كمَلت فلمَّا استَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وكان يظُنُّها لا تُفرَجُ
3- وقال ابنُ القَيِّمِ:
باللهِ أبلُغُ ما أسعى وأُدرِكُه
لا بي ولا بشَفيعٍ لي مِنَ النَّاسِ
إذا أيِستُ وكادَ اليأسُ يَقطَعُني
جاءَ الرَّجا مُسرِعًا مِن جانِبِالياسِ .
- وقال أبو إسحاقَالإلبيريُّ:
ولولا أنَّني أرجو إلهي
ورَحمَتهَ يئِستُ مِنَ الفلاحِ .
4- وكان القاسِمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعفرٍ يتَمَثَّلُ كثيرًا، ويقولُ:
عَسى ما تَرى ألَّا يدومَ وأن تَرى
له فرَجًا مِمَّا ألحَّ به الدَّهرُ
عَسى فرَجٌ يأتي به اللهُ إنَّه
له كُلَّ يومٍ في خَليقَتِه أمرُ
إذا لاحَ عُسرٌ فارجُ يُسرًا فإنَّه
قَضى اللهُ أنَّ العُسرَ يتبَعُه اليُسرُ
5- وقال آخَرُ:
سَلِ اللهَ الإيابَ مِنَ المَغيبِ
فكم قد رَدَّ مِثلَك مِن غَريبِ
وسَلِّ الهَمَّ عنك بحُسنِ ظَنٍّ
ولا تَيأسْ مِنَ الفرَجِ القَريبِ
6- وقال مُحَمَّدُ بنُ يسيرٍ:
إنَّ الأُمورَ إذا اشتَدَّت مَسالِكُها
فالصَّبرُ يفتَحُ منها كُلَّ ما ارتَتَجا
لا تَيأسَنَّ وإن طالت مُطالَبةٌ
إذا استَعنتَ بصَبرٍ أن تَرى فرَجَا
أخلِقْ بذي الصَّبرِ أن يحظى بحاجَتِه
ومُدمِنِ القَرعِ للأبوابِ أن يَلِجَا
لا يمنَعنَّك يأسٌ مِن مُطالبةٍ
فضِيقُ السُّبُلِ يومًا رُبَّما انتَهَجا
- وقال النَّابغةُ في اليأسِ المَمدوحِ:
واليأسُ مِمَّا فاتَ يَعقُبُ راحةً
ولرُبَّ مَطمَعةٍ تَكونُ ذُباحَا
7- وقال القَحطانيُّ:
ولأحسِمَنَّ عنِ الأنامِ مَطامِعي
بحُسامِ يأسٍ لم تَشُبْهُ بَناني

انظر أيضا:

  1. (1) ((إثارة الفوائد)) للعلائي (1/ 292، 293)، ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (8/432- 433).
  2. (2) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (8/432- 433).
  3. (3) ((الفوائد)) (1/32).
  4. (4) ((ديوان أبي إسحاق الإلبيري)) (ص:43).
  5. (5) ((الفرج بعد الشدة)) لابن أبي الدنيا (ص: 91)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (12/ 362، 363). وذكر ابن عبد البر في ((بهجة المجالس)) (1/ 177) أنَّ الأبياتَ تُروى لأبي مِحجَنٍ الثَّقَفيِّ. ويُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 159).
  6. (6) ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/226).
  7. (7) ((البيان والتبيين)) للجاحظ (2/ 243)، ((الشعر والشعراء)) لابن قتيبة (2/ 867).
  8. (8) ((أساس البلاغة)) للزمخشري (1/309). والذُّباحُ: نَبتٌ من السُّمومِ يَقتُلُ آكِلَه. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (6/ 371).
  9. (9) لأحسِمَنَّ: لأقطَعَنَّ. ((لسان العرب)) (12/ 134).
  10. (10) ((القصيدة النونية) (1/18).