موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


- النَّميمةُ أُرْثةُ العداوةِ .
الأُرْثةُ والإراثُ: اسمٌ لِما تُؤَرَّثُ به النَّارُ، أي: النَّميمةُ وَقودُ نارِ العداوةِ .
- جاؤوا بالحَظِرِ الرَّطْبِ.
أصلُ الحَظِرِ: الحَطَبُ الرَّطْبُ يُجعَلُ منه الحظيرةُ للابِلِ، ويُحتاجُ فيها إلى كثرةٍ، فصار عبارةً عن الشَّيءِ الكثيرِ، ويُعَبَّرُ به أيضًا عن النَّميمةِ، ومنه قولُه: ولم يمشِ بَيْنَ القومِ بالحَظِرِ الرَّطْبِ... أي: بالنَّميمةِ. كما قيل في قَولِه تعالى: حَمَّالَةَ الْحَطَبِ [المسد: 4] في بعضِ الأقوالِ .
- ولكُلِّ ساقِطةٍ لاقِطةٌ.
يُضرَبُ في حِفظِ اللِّسانِ من خَطَأِ القَولِ وهَذرِه، ومنه النَّميمةُ، وهذا تحذيرٌ مِن سَقَطِ الكلامِ، يقولُ: إنَّ في النَّاسِ من يلتَقِطُه فيُنْميه ويُشيعُه حتَّى يُوَرِّطَ قائِلَه؛ فاحذَرْه .
- مَن لاحاك فقد عاداك .
- فلانٌ يقولُ للسَّارِقِ: اسرِقْ، ولصاحِبِ المَنزِلِ: احفَظْ مَتاعَك.
يُضرَبُ لِمن يسيرُ بالسِّعايةِ بَيْنَ النَّاسِ بالكَذِبِ والنَّميمةِ والتَّلوُّنِ؛ فإنَّه يلقى كُلًّا بما يُعجِبُه .
- أخسَرُ مِن حَمَّالةِ الحَطَبِ.
أي: أظهَرُ خُسرانًا؛ وذلك أنَّ حمَّالةَ الحَطَبِ كانت تمشي بالنَّميمةِ بَيْنَ النَّاسِ، فتُلقي بَيْنَهم العَداوةَ وتُهيِّجُ نارَها، كما تُوقَدُ النَّارُ بالحَطَبِ، وتُسَمَّى النَّميمةُ حَطَبًا، ويقالُ: فُلانٌ يحطِبُ على فلانٍ: إذا كان يُغري به .
 - (وقال بعضُ الأُدَباءِ: لم يَمْشِ ماشٍ شَرٌّ مِن واشٍ.
- وقال بعضُ الحُكَماءِ: السَّاعي بَيْنَ منزلتَينِ قَبيحتَينِ؛ إمَّا أن يكونَ صَدَق، فقد خان الأمانةَ، وإمَّا أن يكونَ قد كَذَب، فخالف المروءةَ) .
- وقيل في منثورِ الحِكَمِ: (النَّميمةُ سَيفٌ قاتِلٌ) .
- وقيل: (النَّمَّامُ جِسرُ الشَّرِّ) .
وقال بعضُ الحُكَماءِ: (مَن أخبَرَك بشَتمٍ عن أخٍ فهو الشَّاتِمُ لا مَن شَتَمَك) . وهو كقولِهم: مَن شَتَمَك؟ فقال: الذي بَلَّغَك .


انظر أيضا:

  1. (1) ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/93).
  2. (2) ((مجمع الأمثال)) للميداني (2/345).
  3. (3) يُنظَر: ((مجمع الأمثال) للميداني (1/ 179).
  4. (4) يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 41).
  5. (5) يُنظَر: ((الأمثال)) لابن سلام (ص: 79).
  6. (6) يُنظَر: ((الأمثال المولدة)) للخوارزمي (ص: 210).
  7. (7) يُنظَر: ((مجمع الأمثال) للميداني (1/ 256).
  8. (8) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 268).
  9. (9) يُنظَر: ((التمثيل والمحاضرة)) للثعالبي (ص: 455)، ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 268).
  10. (10) يُنظَر: ((التمثيل والمحاضرة)) للثعالبي (ص: 455).
  11. (11) ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 174).
  12. (12) ((محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء)) للراغب (2/ 108).