ب- من الحِكَمِ والأمثالِ
- أمَكرًا وأنت في الحديدِ
؟!
قاله
عبدُ المَلِكِ بنُ مَروانَ لعَمرِو بنِ سَعيدٍ الأشدَقِ، وقد كان خَرَج عليه فظَفِرَ به فقَتَله، فقال عَمرٌو: نشَدْتُك اللَّهَ لَمَا أعفَيْتَني من أن تخرِجَني إلى النَّاسِ، فتَشهَرَني بقَتْلي بَيْنَهم! طَمَعًا في أن يخرِجَه لِيَنْصُرَه مَن تَابعَه. يُضرَبُ لمن يمكُرُ وَهُوَ مُضطَهَدٌ
.
- ضَرَبَ أخماسًا لأسداسٍ.
يُضرَبُ مثَلًا للمُماكَرةِ والخِداعِ، وأصلُه في إورادِ الإبِلِ، وهو أن يُظهِرَ الرَّجُلُ أنَّ وِرْدَه سِدْسٌ وإنَّما يُريدُ الخِمْسَ
.
وأنشَدَ ابنُ الأعرابيِّ:
وذلك ضَربُ أخماسٍ أُريدَت
لأسداسٍ عسى ألَّا تكونا
ويقالُ للذي لا يَعرِفُ المَكْرَ والحيلةَ: إنَّه لا يَعرِفُ ضَربَ أخماسٍ لأسداسٍ؛ وذلك إذا لم يكُنْ له دَهاءٌ
.
- رُبَّ حيلةٍ كانت على صاحِبِها وَبيلةً.
- رُبَّ حيلةٍ أهلكتِ المحتالَ.
- مَن حَفَر مُغَوَّاةً وَقَع فيها.
قال أبو عُبَيدٍ: وأصلُ المُغَوَّاةِ: البِئرُ تُحفَرُ للذِّئبِ، ثمَّ يُجعَلُ فيها جَديٌ أو غيرُه، فيَسقُطُ الذِّئبُ فيها ليأخُذَه فيُصادُ، فصار مثَلًا لكُلِّ من أراد بصاحِبِه سُوءًا
.
- فلرُبَّ حافِرِ حُفرةٍ هو يُصرَعُ
.
- يعدو على المرءِ ما يأتَمِرُ
.
-عاد الرَّميُ على النَّزَعةِ.
وهم الرُّماةُ، أي: رَجَع عليهم رَمْيُهم
.
- ومن أمثالِهم في الخديعةِ والمَكْرِ قَولُهم: الذِّئبُ يَأْدو للغَزالِ.
أي: يختِلُه ليُوقِعَه
.
- من يأتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفلُجْ.
قال أبو عُبَيدٍ: وهذا من غيرِ هذا البابِ، ولكِنْ فيه بعضُه. يُضرَبُ للرَّجُلِ يَسبِقُ إلى الحاكِمِ فيُلقي في قَلبِه التُّهمةَ على صاحِبِه، وهو ضَربٌ من المُكايَدةِ
.
- المُعافى ليس بمخدوعٍ.
وأحسَبُهم يعنون أنَّه إذا عوفيَ لم يَضُرَّه ما كان خُودِعَ به
.
- فلانٌ يُقَرِّدُ فُلانًا.
أي: يحتالُ له ويخدَعُه حتَّى يستمكِنَ منه
.
- أخَذْنا في الدَّوْسِ.
قال الأصمَعيُّ: يريدُ تسويةَ الخديعةِ وتزيينَها، من قولِك: داس السَّيفَ يَدوسُه: إذا صَقَلَه، والحَجَرُ الذي به يُصقَلُ به مِدْوَسٌ
.
- تحتَ طِرِّيقتِك عِنْدَأْوةٌ.
والطِّرِّيقةُ على مِثالِ السِّكِّينةِ: الرَّخاوةُ واللِّينِ. والعِنْدَأْوةُ: الخَديعةُ والمَكْرُ، أي: تحت إطراقِك مَكرٌ
.
- مُخْرَنبِقٌ لِيَنباعَ.
الاخْرِنباقُ: انقِماعُ الرَّجُلِ المُريبِ، واللُّصوقُ بالأرضِ، والسُّكوتُ والإطراقُ، والانبياعُ: سَيَلانُ العَرَقِ.
ومعنى، مُخْرَنبِقٌ لِيَنباعَ: مُطرِقٌ وساكِتٌ ليَثِبَ إذا أصاب فُرصةً. والمعنى: إنَّه ساكِتٌ لداهيةٍ يريدُها. ويُضرَبُ في الرَّجُلِ يُطيلُ الصَّمتَ حتَّى يُحسَبَ مُغَفَّلًا وهو ذو نَكراءَ. والمُخْرَنبِقُ: اللَّاصِقُ بالأرضِ، لينباعَ: لِيَثِبَ. أو المُخْرَنبِقُ: السَّاكِتُ على رِيبةٍ، ليَنباعَ: ليُظهِرَ ما طواه من الشَّرِّ.
وهذا كُلُّه من المَكْرِ والكَيدِ
.
- وقيل: (المَكْر والخديعةُ لا يُؤَدِّيانِ إلى خَيرٍ، وصاحِبُهما مغرورٌ أبَدًا)
.
- وكان يقالُ: (احتَرِسْ من تدبيرِك على عَدُوِّك كاحتراسِك من تدبيرِه عليك؛ فرُبَّ هالِكٍ بما دَبَّر ومَكَر، وساقِطٍ في البِئرِ الذي حَفَر!)
.
- وقيل: (من أراد مَنفعةَ نَفسِه بضُرِّ غَيرِه بالخِلابةِ والمَكْرِ؛ فإنَّه سيَجري على خِلابتِه ومَكرِهـ)
.