موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم


- قال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (أخوَفُ ما أخاف عليكم أن تَهلِكوا فيه ثلاثُ خِلالٍ: شُحٌّ مطاعٌ، وهوًى متَّبَعٌ، وإعجابُ المرءِ بنَفسِه) [4785] رواه من طُرُقٍ: ابن أبي شيبة (38727)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (960) واللفظ له. .
- وقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: (الإعجابُ ضِدُّ الصَّوابِ، وآفةُ الألبابِ) [4786] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (237). .
- وقالت عائشةُ رَضِيَ اللَّهُ عنها: (لبِستُ مرَّةً دِرعًا جديدًا، فجعَلْتُ أنظُرُ إليه وأعجَبُ به، فقال أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: أمَا عَلِمتِ أنَّ العبدَ إذا دخَله العُجْبُ بزينةِ الدُّنيا مقَتَه رَبُّه حتَّى يفارِقَ تلك الزِّينةَ؟ قالت: فنزَعْتُه فتصَدَّقْتُ به. فقال أبو بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه: عسى ذلك أن يُكَفِّرَ عنكِ) [4787] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/37). .
- وعن كعبٍ أنَّه قال لرجُلٍ رآه يتَّبعُ الأحاديثَ: (اتَّقِ اللَّهَ، وارْضَ بدُونِ الشَّرَفِ من المجلِسِ، ولا تؤذِيَنَّ أحَدًا؛ فإنَّه لو ملأَ عِلمُك ما بَيْنَ السَّماءِ والأرضِ مع العُجْبِ، ما زادك اللَّهُ به إلَّا سَفالًا ونَقصًا) [4788] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/376) مطوَّلًا، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (959) باختلافٍ يسيرٍ، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (2/57) واللفظ له. .
- وقال أبو الدَّرداءِ: (علامةُ الجَهلِ ثلاثٌ: العُجْبُ، وكَثرةُ المَنطِقِ فيما لا يَعنيه، وأن يَنهى عن شيءٍ ويأتيَه) [4789] رواه ابنُ عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (963)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (47/175). .
- وعن مسروقٍ قال: (كفى بالمرءِ عِلمًا أن يخشى اللَّهَ، وكفى بالمرءِ جهلًا أن يُعجَبَ بعِلمِه) [4790] أخرجه الدارمي في سننه (1/ 346، 383)، وابن سعد في ((الطبقات الكبير)) (8/ 202). .
- وقال أبو وَهبٍ المَرْوَزيُّ: (سألتُ ابنَ المبارَكِ: ما الكِبرُ؟ قال: أن تزدريَ النَّاسَ، قال: وسألتُه عن العُجْبِ؟ قال: أن ترى عندَك شيئًا ليس عِندَ غيرِك، قال: ولا أعلَمُ في المُصَلِّين شيئًا شَرًّا من العُجْبِ) [4791] رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (8260) .
- وقال عليُّ بنُ ثابتٍ: (المالُ آفتُه التَّبذيرُ والنَّهبُ، والعِلمُ آفتُه الإعجابُ والغَضَبُ) [4792] ذكره ابنُ عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (968). .
- وعن خالِدِ بنِ يزيدَ بنِ معاويةَ قال: (إذا رأيتَ الرَّجُلَ لجوجًا مُماريًا مُعجَبًا بنفسِه، فقد تمَّت خَسارتُه) [4793] رواه الخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (567)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (16/312). .
- وكان يحيى بنُ مُعاذٍ يقولُ: (إيَّاكم والعُجْبَ؛ فإنَّ العُجْبَ مَهلكةٌ لأهلِه، وإنَّ العُجْبَ ليأكُلُ الحَسَناتِ كما تأكُلُ النَّارُ الحَطَبَ) [4794] رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (7248). .
- وكان ذو النُّونِ يقولُ: (أربَعُ خِلالٍ لها ثَمَرةٌ: العَجَلةُ، والعُجْبُ، واللَّجاجةُ، والشَّرَهُ؛ فثَمرةُ العَجَلةِ النَّدامةُ، وثَمَرةُ العُجْبِ البُغضُ، وثَمَرةُ اللَّجاجةِ الحَيرةُ، وثَمَرةُ الشَّرَهِ الفاقةُ) [4795] رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (8215). .
- وقال عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ: (اثنتانِ مُنجيتانِ، واثنتانِ مُهلِكتانِ؛ فالمُنجيتانِ: النِّيَّةُ، والنَّهيُ، فالنِّيَّةُ: أن تنويَ أن تطيعَ اللَّهَ فيما يُستقبَلُ، والنَّهيُ: أن تنهى نفسَك عمَّا حَرَّم اللَّهُ عزَّ وجَلَّ، والمُهلِكتان: العُجْبُ، والقُنوطُ) [4796] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/298) مطوَّلًا. .
- وقال الحارِثُ بنُ نَبْهانَ: سَمِعتُ محمَّدَ بنَ واسِعٍ يقولُ: (وا أصحاباه! ذهَب أصحابي، قال: قُلتُ: يرحمُك اللَّهُ، أليس قد نشأ شبابٌ يقرؤون القرآنَ، ويقومون اللَّيلَ، ويصومون النَّهارَ، ويحجُّون ويقرؤون؟! قال: فبَزَق، وقال: أفسَدَهم العُجْبُ!) [4797] رواه أحمد في ((الزهد)) (1572). .
- وعن مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الشِّخِّيرِ، قال: (لأن أبيتَ نائِمًا وأُصبِحَ نادِمًا أحَبُّ إليَّ مِن أن أبيتَ قائِمًا وأُصبِحَ مُعجَبًا) [4798] ((الزهد)) لابن المبارك (448)، ((الزهد)) لأحمد بن حنبل (1342)، ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 384). .
وقال الذَّهبيُّ بعدَ أن أورَد كلامَ مُطَرِّفٍ: (قُلتُ: لا أفلَحَ -واللَّهِ- مَن زكَّى نفسَه، أو أعجَبَتْه) [4799] ((سير أعلام النبلاء)) (4/ 190). .
- وقال مُبارَكٌ أبو حمَّادٍ: سمِعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقولُ فيما أوصى به عليَّ بنَ الحَسَنِ السُّلَميَّ: (عليك بالصِّدقِ في المواطِنِ كُلِّها، وإيَّاك والكَذِبَ والخيانةَ ومجالَسةَ أصحابِها؛ فإنَّها وِزرٌ كُلُّه، وإيَّاك يا أخي والرِّياءَ في القولِ والعَمَلِ؛ فإنَّه شِركٌ بعَينِه، وإيَّاك والعُجْبَ؛ فإنَّ العَمَلَ الصَّالحَ لا يُرفَعُ وفيه عُجبٌ) [4800] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 82)، ((التذكرة)) لابن حمدون (1/ 219). .
- وقال عَمرُو بنُ قَيسٍ المُلائيُّ: (قال إبليسُ: ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه أدرَكْتُ منه حاجتي: مَن استكثَرَ عَمَلَه، ونَسِيَ ذُنوبَه، وأعجِبَ برأيِه) [4801] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (3/ 325). ويُنظر: ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (5/ 92). .
- وقال عبدُ المَلِكِ بنُ مَروانَ: (العُجْبُ آفةُ الرَّأيِ) [4802] ((المجموع اللفيف)) للأفطسي (ص: 401). .
- وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (مَن وُقِيَ خمسًا فقد وُقِيَ شَرَّ الدُّنيا والآخرةِ: العُجْبُ، والرِّياءُ، والكِبرُ، والإزراءُ، والشَّهوةُ) [4803] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 95). .
- وقال: (آفةُ القُرَّاءِ: العُجْبُ) [4804] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (3/ 304) و (12/ 35). .
- وقال أبو الحَسَنِ المُزَيِّنُ: (المُعجَبُ بعَمَلِه مُستدرَجٌ، والمُستحسِنُ لشَيءٍ من أحوالِه ممكورٌ به، والذي يظُنُّ أنَّه موصولٌ فهو مغرورٌ) [4805] ((طبقات الصوفية)) للسلمي (ص: 291). .
- وقال حاتمٌ الأصَمُّ: (لا أدري أيُّهما أشَدُّ على النَّاسِ اتِّقاءً: العُجْبُ أو الرِّياءُ؟! العُجْبُ داخِلٌ فيك، والرِّياءُ يدخُلُ عليك، العُجْبُ أشَدُّ عليك من الرِّياءِ، ومَثَلُهما: أن يكونَ معك في البَيتِ كَلبٌ عَقورٌ، وكَلبٌ آخَرُ خارِجَ البيتِ، فأيُّهما أشَدُّ عليك: الذي معك أو الخارِجُ؟ فالدَّاخِلُ العُجْبُ، والخارِجُ الرِّياءُ) [4806] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 76، 77). .
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (العُجْبُ آفةُ العَقلِ، واللَّجاجةُ قُعودُ الهوى، والبُخلُ لِقاحُ الحِرصِ، والمِراءُ فَسادُ اللِّسانِ، والحَمِيَّةُ سَبَبُ الجَهلِ، والأنَفُ توأمُ السَّفَهِ، والمنافسةُ أختُ العداوةِ) [4807] ((الأدب الصغير والأدب الكبير)) (ص: 35). .
- وقال أيضًا: (واعلَمْ أنَّ خَفضَ الصَّوتِ، وسُكونَ الرِّيِح، ومَشيَ القَصدِ: من دواعي المودَّةِ، إذا لم يخالِطْ ذلك بَأوٌ [4808] البَأْوُ: الفَخرُ بالنَّفسِ. ((لسان العرب)) لابن منظور (14/63). ولا عُجبٌ. أمَّا العُجْبُ فهو من دواعي المقتِ والشَّنَآنِ) [4809] ((الأدب الصغير والأدب الكبير)) (ص: 128). .
- وقيل لبُزُرْجُمِهْرَ: (ما النِّعمةُ التي لا يُحسَدُ عليها صاحِبُها؟ قال: التَّواضُعُ، قيل له: فما البلاءُ الذي لا يُرحَمُ عليه صاحِبُه؟ قال: العُجْبُ) [4810] ذكره ابنُ عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (953). .
- وقال أبو عَمرِو بنُ العَلاءِ: (الأخلاقُ المانعةُ للسُّؤدُدِ: الكَذِبُ، والكِبرُ، والسُّخْفُ، والتَّعرُّضُ للعَيبِ، وفَرطُ العُجْبِ) [4811] ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان (6/212). .
- وسُئِلَ أنيسُ بنُ جَندَلٍ: (ما أجلَبُ الأشياءِ للمَقتِ؟ فقال: العُجْبُ والخُرْقُ) [4812] ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (1/258). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (وإنَّك أن تبيتَ نائمًا وتصبِحَ نادِمًا خيرٌ من أن تبيتَ قائمًا وتُصبِحَ مُعجَبًا؛ فإنَّ المُعجَبَ لا يصعَدُ له عَمَلٌ، وإنَّك إن تَضحَكْ وأنت معتَرِفٌ خيرٌ من أن تبكيَ وأنت مُدِلٌّ، وأنينُ المُذنِبين أحبُّ إلى اللَّهِ من زَجَلِ المُسَبِّحين المُدِلِّين، ولعَلَّ اللَّهَ أسقاه بهذا الذَّنبِ دواءً استخرج به داءً قاتِلًا هو فيك ولا تشعُرُ! فلِلَّه في أهلِ طاعتِه ومعصيتِه أسرارٌ لا يعلَمُها إلَّا هو، ولا يطالِعُها إلَّا أهلُ البصائِرِ، فيَعرِفون منها بقَدرِ ما تنالُه معارفُ البَشَرِ) [4813] ((مدارج السالكين)) (1/177). .

انظر أيضا: