موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


جاءت السُّنَّةُ النَّبَويَّةُ بالتَّرغيبِ في طلاقةِ الوَجهِ وانبساطِه وبشاشتِه، وجَعَلت ابتسامةَ المُسلِمِ في وَجهِ أخيه صَدَقةً؛ ممَّا يُفهَمُ منه مَنعُ ما ينافي ذلك وكراهتُه، فضِدُّ طلاقةِ الوَجهِ والتَّبسُّمِ: العُبوسُ والتَّجهُّمُ. 
- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((تبَسُّمُك في وَجهِ أخيك لك صَدَقةٌ)) .
- وعن أبي جُرَيٍّ جابِرِ بنِ سُلَيمٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحقِرَنَّ شيئًا مِن المعروفِ، وأن تُكلِّمَ أخاك وأنت مُنبسِطٌ إليه وَجهُك؛ إنَّ ذلك مِن المعروفِ)) .
- وعن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: قال لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَحقِرَنَّ من المعروفِ شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوَجهٍ طَلْقٍ)) .
والوَجهُ الطَّلْقُ: الذي فيه بشاشةٌ وفرَحٌ، يعني: افعَلِ الخيراتِ كُلَّها، قليلَها وكثيرَها. ومن الخَيراتِ: أن يكونَ وَجهُك ذا بشاشةٍ وفَرَحٍ إذا رأيتَ مُسلِمًا؛ فإنَّه يَصِلُ إلى قلبِه سُرورٌ إذا تركْتَ العُبوسَ، وتتلَطَّفُ عليه. ولا شَكَّ أنَّ إيصالَ السُّرورِ إلى قلوبِ المُسلِمين حَسَنةٌ .

انظر أيضا:

  1. (1) رواه الترمذي (1956)، والبزار (9/457) (4070)، وابن حبان (2/287) (529). قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ. وصحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (1956)، وشعيب الأرناؤوط في تحقيق ((صحيح ابن حبان)) (2/287).
  2. (2) أخرجه أبو داود (4084) واللفظ له، وأحمد (20635). صحَّحه ابنُ حبان في ((صحيحهـ)) (522)، وابن حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (5/322)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4084)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4084)، وقال الوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (196): يرتقي إلى الصِّحَّةِ.
  3. (3) أخرجه مسلم (2626).
  4. (4) يُنظَر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (2/ 533).