موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعْرِ


1- قال ابنُ الرُّوميِّ:
الحِقْدُ داءٌ دَفينٌ لا دواءَ له
يُبْرِي الصُّدورَ إذا ما جَمْرُه حُرِثَا
فاستَشْفِ منه بصَفحٍ أو مُعاتَبةٍ
فإنَّما يُبرئُ المصدورَ ما نَفَثَا
واجعَلْ طِلابَك بالأوتارِ ما عَظُمَت
ولا تكُنْ لصَغيرِ الأمرِ مُكتَرِثَا
2- وقال محمَّدُ بنُ يعيشَ الأزديُّ:
فإنَّ الذي بَيني وبَينَ عَشيرتي
وبَينَ بَني عَمِّي لمختَلِفٌ جِدَّا
إذا قَدَحوا لي نارَ حَربٍ بزَنْدِهم
قدَحْتُ لهم في كُلِّ مَكرُمةٍ زَنْدَا
وإنْ أكَلوا لحمي وفَرْتُ لُحومَهم
وإنْ هَدَموا مجدي بنَيتُ لهم مَجدَا
ولا أحِملُ الحِقْدَ القديمَ عليهمُ
وليس رئيسُ القومِ من يحمِلُ الحِقْدَا
وأعطِيهم مالي إذا كُنتُ واجِدًا
وإن قَلَّ مالي لم أكَلِّفْهم رِفْدَا
3- وقال هِلالُ بنُ العَلاءِ: (جعَلْتُ على نفسي ألَّا أكافئَ أحَدًا بشَرٍّ ولا عُقوقٍ؛ اقتداءً بهذه الأبياتِ:
لمَّا عفَوتُ ولم أحقِدْ على أحَدٍ
أرحتُ نفسي مِن غَمِّ العَداواتِ
إنِّي أُحَيِّي عَدوِّي حينَ رؤيتِهِ
لأدفَعَ الشَّرَّ عني بالتَّحيَّاتِ
وأُظهِرُ البِشْرَ للإنسانِ أُبغِضُه
كأنَّه قد حَشى قَلبي مسَرَّاتِ
4- وأنشَد أحمدُ بنُ عُبَيدٍ عن المَدائِنيِّ:
ومَن لم يُغمِضْ عينَه عن صديقِهِ
وعن بعضِ ما فيه يَمُتْ وهْوَ عاتِبُ
ومَن يتتَبَّعْ جاهِدًا كُلَّ عَثْرةٍ
يجِدْها ولا يَسلَمْ له الدَّهرَ صاحِبُ)
5- وقال عَنترةُ:
لا يحمِلُ الحِقْدَ مَن تعلو به الرُّتَبُ
ولا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ
6- وقال ابنُ الرُّوميِّ:
(وما الحِقْدُ إلَّا توأَمُ الشُّكرِ في الفَتى
وبعضُ السَّجايا ينتَسِبْنَ إلى بَعضِ
فحَيثُ تَرى حِقدًا على ذي إساءةٍ
فثَمَّ ترى شُكرًا على حُسنِ القَرْضِ
إذا الأرضُ أدَّتْ رَيْعَ ما أنت زارِعٌ
مِن البَذْرِ فيها فهْيَ ناهيكَ مِنْ أرْضِ)

انظر أيضا:

  1. (1) في ((شرح مقامات الحريري)) للشريشي (1/ 33): دَوِيٌّ.
  2. (2) المصدورُ: الذي يشتكى صَدْرَه. يُنظَر: ((معجم مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 337).
  3. (3) يقالُ: نَفَث يَنفُثُ: إذا ألقى ما اجتَمَع في صدرِه، وفي المثَلِ: لا بُدَّ للمصدورِ أن يَنفُثَ؛ فهو يستريحُ ويشفى بالنَّفثِ. يُنظَر: ((البصائر والذخائر)) لأبي حيان التوحيدي (2/ 115)، ((مجمع الأمثال)) للميداني (2/ 241).
  4. (4) الأوتارُ: جَمعُ وِتْرٍ -بالكسرِ- وهو الدَّمُ وطَلَبُ الثَّأرِ. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/ 99).
  5. (5) ((ديوان المعاني)) لأبي هلال العسكري (1/ 132).
  6. (6) قَدَح الزَّنْدَ: ضَرَبه بحَجَرِه ليُخرِجَ النَّارَ منه. ((المعجم الوسيط)) (2/ 717).
  7. (7) الزَّندُ: خَشَبةٌ يُستقدَحُ بها. ((لسان العرب)) لابن منظور (3/ 195).
  8. (8) ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص: 173، 174). والرِّفدُ: المعونةُ بالعطاءِ، وسَقيِ اللَّبنِ، والقَولِ، وكُلِّ شيءٍ. ((العين)) للخليل بن أحمد الفراهيدي (8/ 24).
  9. (9) العَثرةُ: الزَّلَّةُ، سُمِّيَت عَثرةً؛ لأنها سُقوطٌ في الإثمِ. انظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/393).
  10. (10) ((آداب العشرة)) لمحمد الغزي (ص: 26).
  11. (11) ((ديوان عنتر بن شداد)) (ص: 11).
  12. (12) السَّجايا: جمعُ سَجِيَّةٍ، وهي الطَّبيعةُ والخُلُقُ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/372).
  13. (13) الرَّيعُ: النَّماءُ والزِّيادةُ. يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (8/ 137).
  14. (14) ناهيك: حَسْبُك ونهايتُك. يُنظر: ((شمس العلوم)) لنشوان الحميري (10/6770).
  15. (15) ((أدب الدنيا والدين)) للماوَرْدي (ص: 208).